وأضاف: على الرغم من أن التهديد العسكري الروسي قد لا يكون ذا مصداقية، فإنه يمثل تهديدا إستراتيجيا حقيقيا، وإن كان محدودا، على نصف الكرة الغربي.
وتابع: التهديد الإستراتيجي ليس مجرد وجود روسي، تحافظ موسكو على مثلث من الأنظمة الاستبدادية، بينما تقوم أيضًا بتفكيك الديمقراطيات وتعزيز الاستبداد العسكري، وأردف: يساهم دعم حكومات كوبا ونيكاراجوا وفنزويلا لروسيا خلال غزوها أوكرانيا في عدم الاستقرار في أمريكا اللاتينية، استفادت روسيا من تحالف الأنظمة المناهضة للولايات المتحدة في نصف الكرة الغربي إلى جانب تحالف فضفاض يضم إيران والصين.
تهديدات انتقائية
ومضى يقول: من خلال التهديدات الانتقائية والأنشطة العسكرية والتجارية وعمليات حرب المعلومات في المنطقة، تعمل موسكو على تعزيز الأنظمة في فنزويلا وكوبا ونيكاراجوا كنقطة ضغط جيوسياسية.
واستطرد: نظرًا لأن حكومتي فنزويلا ونيكاراجوا بحاجة ماسة إلى المال والسلطة المستمرة، فإنهما تعتمدان أكثر على كوبا وروسيا للحصول على المساعدة العسكرية، لأنهما زادتا من القمع، والجدير بالذكر أن روسيا هي أحد موردي الأسلحة الرئيسيين لنظامي فنزويلا ونيكاراجوا.
وتابع: إن قدرة روسيا على توفير المعدات العسكرية والائتمان لفترة طويلة محدودة، لكن على مدى العِقدين الماضيين، لعبت الصين دورًا أكبر في المنطقة من خلال تقديم القروض والاستثمارات وشراء السلع.
واستطرد: على سبيل المثال، قدمت الصين 62.2 مليار دولار في شكل قروض لفنزويلا من عام 2007 إلى عام 2016، وسمح التمويل الصيني لهذه الحكومات بالبقاء مستقرة اقتصاديا وسياسيا بما يكفي للانخراط في أشكال استفزازية من التعاون مع روسيا.
وتابع: في عام 2005، نما التعاون العسكري الروسي مع فنزويلا كرد فعل على دعم الولايات المتحدة لجورجيا وأوكرانيا، وبالمثل، استقبلت فنزويلا وكوبا ونيكاراجوا زيارات من مسؤولين عسكريين روس خلال لحظات التوتر مع الغرب.
وأردف: إضافة إلى ذلك، فإن دعم روسيا للسيادة الوطنية له صدى لدى دول المنطقة، خلال الحرب الروسية الجورجية عام 2008، دافعت كوبا وفنزويلا ونيكاراجوا عن العمليات العسكرية الروسية في أوسيتيا الجنوبية، وفي عام 2014، صوَّتت الدول الثلاث مع روسيا ضد قرار الأمم المتحدة 68/262، الذي أعرب عن دعمه لوحدة أراضي أوكرانيا.
تعزيز شراكة
وتابع الكاتب: بالشراكة مع روسيا، عززت نيكاراجوا وكوبا وفنزويلا مثلثا أمنيا إقليميا جديدا، مخالفة التزاماتها مع النظام الأمني للدول الأمريكية، بما في ذلك مبادرة الأمن الإقليمي لأمريكا الوسطى.
وتابع: في عام 2008، وقَّعت كوبا وفنزويلا عدة اتفاقيات عسكرية سرية، تشمل 3 منها تعزيز التعاون الدفاعي، وتطوير العلاقات الاستخباراتية، وتقديم الدعم الفني للجيش الفنزويلي.
ومضى يقول: تعتمد جيوش نيكاراجوا وكوبا وفنزويلا على ديكتاتوريها، الذين يقودون الأنظمة الاستبدادية ويسمحون لها بالتصرف مع الإفلات من العقاب وارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان.
وتابع: كأداة للقمع، يساعد الجيش ويحرض على انتهاكات الحكومة. الجيوش في كل من هذه الدول مسلحة ومدربة على إدارة دول بوليسية قمعية، وكمثال على هذا الاعتماد المشترك، قام رئيس نيكاراجوا دانيال أورتيجا بتغيير دستور البلاد، بدعم من القيادة العسكرية، حيث ضمن إعادة انتخابه إلى أجل غير مسمى.
وأضاف: تنتهج روسيا والصين حربًا هجينة باستخدام أنظمة ومعدات استخبارات عسكرية متطورة، مما يمنحهما أحيانا تعاقدات خاصة.
وأردف: في فنزويلا، تساعد روسيا في تمويل المجموعات شبه الحكومية للحفاظ على الإنكار المعقول.
وأشار إلى أنه في عام 2019، ورد أن مجموعة «فاغنر» تم نشرها في فنزويلا لتوفير الأمن للرئيس نيكولاس مادورو، مضيفًا: على الرغم من أن بيانات تتبع الرحلات أظهرت طائرات نقل وشحن عسكرية روسية مسافرة من روسيا إلى كاراكاس، فإن موسكو نفت أي ارتباط بالمجموعة.
معدات عسكرية
ويقول الكاتب: تمتلك روسيا أيضًا معدات عسكرية قديمة في المنطقة، مما يخلق أساسا للمشاركة الروسية التي تشمل الوفاء بعقود الصيانة والتجديد أثناء بيع معدات جديدة.
ولفت إلى أنه على سبيل المثال، هناك أكثر من 400 طائرة هليكوبتر عسكرية روسية في أمريكا اللاتينية، و42% من مبيعات طائرات الهليكوبتر العسكرية الجديدة روسية.
وتابع: من خلال دعم هذه الأنظمة، تعمل روسيا كقوة مفسدة تقوض المصالح الأمريكية وتستخدم قضايا هامشية، مثل فنزويلا، للحفاظ على دور روسيا كحكم للأمن الدولي.
وأضاف: في عام 2008، وقَّعت كوبا وفنزويلا 15 اتفاقية سرية لتغييرات في الجيش الفنزويلي، اشترى الزعيم الفنزويلي هوجو شافيز أسلحة بمليارات الدولارات من روسيا بوساطة كوبية، طوَّر الضباط الكوبيون عقائد وأدلة وقادوا دورات تدريبية عسكرية، وفي عام 2008، تضمن أحد التدريبات دورة في بناء الأنفاق خلقت مخابئ وأوامر تحت الأرض تحاكي «فلسفة حرب فيتنام».
واستطرد: تضمنت 3 من الاتفاقيات تعزيز التعاون الدفاعي، وتطوير وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتقديم الدعم الفني للجيش الفنزويلي، وتضمنت الخطة أيضا تدريبًا متخصصًا للقوات الفنزويلية في كوبا بالإضافة إلى إنشاء وحدة عسكرية كوبية مقرها فنزويلا.
ونوه إلى أن إحدى الاتفاقيات أنشأت مجموعة الاتصال والتعاون، وهي وحدة من الضباط الكوبيين المتمركزين بشكل دائم في فنزويلا مهمتها تقديم المساعدة في استيعاب المواد الحربية المتاحة للقوات الفنزويلية وتشغيلها وإصلاحها وتحديثها واستخدامها.
وأشار إلى أنه في 2017 قادت تلك المجموعة قوات فنزويلية في تدريبات على مستوى البلاد بذريعة أعمال عدائية من الدول المجاورة.