- يستعرض تفاصيل حدث غير مجرى التاريخ وأرسى دعائم الدولة الإسلامية
- أركانه تضم 50 قطعة عمر بعضها عدة قرون ويشمل 14 محطة تفاعلية
- الزائر يتتبع في أقسام متنوعة أثر هجرة الرسول التي استمرت لمدة 8 أيام
- الزوار: استمتعنا بحياة النبي التي كانت جميلة رغم الصعوبات التي واجهها
يستحضر معرض «الهجرة - على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم» تفاصيل الأحداث التاريخية المهمة للهجرة النبوية الشريفة، التي غيرت مجرى التاريخ وأرست معها دعائم الدولة الإسلامية التي انطلق شعاعها من الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
ويعد المعرض الأول من نوعه والمقام في في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، تجربة استثنائية تقدم عبر مجموعة من الأعمال الفنية والأفلام الوثائقية والكتب المطبوعة والوسائل التفاعلية، ويستمر لمدة 9 شهور في القاعة الكبرى في «إثراء»، ليجوب بعد ذلك مدن المملكة «الرياض، جدة، المدينة المنورة» وعددا من مدن العالم.
أسلوب مبتكر
ويضم المعرض 50 قطعة يرجع عمر بعضها إلى عدة قرون، ويشمل 14 محطة تفاعلية، بمشاركة 70 باحثا وفنانا من 20 دولة، واستغرق إعداد وتصميم المعرض 3 سنوات بالاستعانة بمجموعة إثراء الخاصة، وبالتعاون مع جهات مختصة وخبراء وباحثين وحرفيين إسلاميين، وفنانين ومبدعين من مختلف الثقافات، بهدف تعريف المتلقي بزوايا جديدة من هجرة النبي وبلغة يفهمها العالم، ولرسم قصة بملامح معروفة بأسلوب مبتكر وإبداعي جديد.
معالم أثرية
يبدأ الزائر بتتبع أثر هجرة الرسول التي استمرت لمدة 8 أيام، بداية بقسم ما قبل الهجرة، ومن أشهر معالمها «دار الندوة»، كما يحمل هذا القسم تماثيل من جميع أنحاء الجزيرة العربية يعود بعضها إلى آلاف السنين، أبرزها تمثال «رجل المعاناة»، ويعد أقدم قطعة يحملها المعرض تعود إلى 3 آلاف عام قبل الميلاد، ويلي ذلك محاكاة لغار ثور الذي لجأ إليه الرسول خلال رحلته.
أيام الرحلة
كما أن هناك شاشات توضح مسيرة النبي من اليوم الأول، ثم اليوم الثاني، ويحمل هذا القسم مخطوطات في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم ونسخة من حذائه، وشاشات توضح فعليا المناطق التي مر بها، تتوسط ذلك خيمة مصنوعة في المغرب خصيصا للمعرض فيها مقاطع مصورة.
ثم ينتقل الزائر إلى قسم يلخص الأيام الثالث والرابع والخامس من الهجرة، ويوضح طرق سير الرسول، وقصص القبائل التي تسكن في المناطق التي مر بها صلى الله عليه وسلم، ثم مرورا بقسم اليومين السادس والسابع للهجرة، وفيهما محاكاة لقصواء الرسول التي حملته إلى المدينة المنورة، وأخيرا اليوم الثامن والوصول إلى قباء، وتوضيح قصة بناء «مسجد قباء» أول مسجد في الإسلام.
مخطوطات قيمة
ويمر الزائر بقسم «المدينة المنورة» وتعرض فيه مقتنيات وقطع مختلفة، منها ستارة من حجرة النبي من أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، مخيطة من الفضة علقت ما بين منبر الرسول وحجرته، إضافة إلى مخطوطات أثرية أشهرها لفافة مصحف مصغرة من القرن الثاني عشر للهجرة، ونص مكتوب لوثيقة المدينة المنورة، ويختتم الزائر رحلته بمشاهدة قبة تحمل لقطات من المسجد النبوي في وقتنا الحالي بتقنية الواقع المعزز.
عروض توضيحية
في لقاء لـ«اليوم» مع زوار المعرض، عبرت الكاتبة هناء جابر عن إعجابها بفكرة تفصيل الرحلة لأيام، وتوضيحها بعروض توضيحية وتمثيلية ومحاكاة لبعض المواقف التي أضافت بعدا واقعيا، مشيدة بالمرشدين في المعرض وثقافتهم وطلاقتهم والمعلومات التي يحملونها.
وذكر الزائر علي الغامدي أن التكنولوجيا المستخدمة تجذب الزوار خصوصا التفاصيل البسيطة، مؤكدا ضرورة التسويق بالشكل المطلوب للمعرض، كونه يفتقر إلى ذلك في الأماكن العامة والشوارع، إضافة إلى تسويق المعرض في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لعكس الجهد المبذول وإيصال رسالة المعرض لجميع أنحاء العالم، ولفت الأنظار إليه.
فرصة غالية
أما الزائرة عائشة من دولة أوغندا، فأشارت إلى أنها وجدت أن المعلومات جديدة بالنسبة لها، وأنها لا تزال تتعلم عن الدين الإسلامي، ووجدتها فرصة في معرض الهجرة لمعرفة الكثير من المعلومات والحقائق عن الرسول والإسلام، وقالت: تعلمت ضرورة الإيمان بمعتقداتنا والثقة فيها وتقبل حقيقتنا، كما استمتعت بحياة الرسول التي كانت جميلة بالرغم من الصعوبات التي واجهها صلى الله عليه وسلم، فذلك يعطي دروسا للأشخاص في الوقت الحالي في طريقة تعاملهم مع مشاكل الحياة.
التعاليم الإسلامية
وشدد الزائر أبو أحمد من مكة المكرمة على أهمية إبراز بعض التعاليم الإسلامية وتصحيحها وتوظيفها في المعرض، لعكس الصورة الصحيحة عن هذا الدين الذي هو رسالة النبي محمد وأهم أسباب هجرته، مشيرا إلى أن هناك الكثير من آثار الرسول ومقتنياته التي تمنى أن تكون موجودة في هذا المعرض لتثريه بصورة أكبر.
وذكرت الزائرة بشاير الدوسري أن المعرض ممتع، ويحمل معلومات مختلف تتناول طريق الرسول ومسيرته، مشيرة إلى أنها تثقفت فيها وكانت فرصة لمعرفة تفاصيل الهجرة ونقلها وتعليمها لابنتها الصغيرة، موضحة أن المعرض مناسب لجميع الأعمار والفئات سواء مسلمين أو غير ذلك، كونه يحمل دراسات وأبحاثا من مختلف الدول.