وأوضح مسؤول تركي في تصريحات لوكالة "رويترز" أن عملية التفتيش التي استغرقت أقل من ساعة ونصف، ومرور هذه الشحنة بنجاح، يسهم في تحفيز زيادة عدد السفن الأوكرانية المحمّلة بالحبوب من واحدة في اليوم إلى 3.
الأمم المتحدة
يأتي هذا التطور بعد توقيع الأمم المتحدة وتركيا اتفاقيات مع روسيا وأوكرانيا في 22 من يوليو المنصرم، لإعادة فتح مواني أوكرانيا على البحر الأسود، واستئناف صادرات الحبوب وزيت الطهي والأسمدة،ودفع النقص المتزايد في الغذاء العالمي، الأممَ المتحدة للتوصل إلى هذه الاتفاقية لمعالجة المشكلة، إذ تُنتج روسيا وأوكرانيا معًا ما يقارب ثلث إمدادات القمح في العالم.
ومن شأن هذه الخطوة أن تُحدث انفراجة في أزمة الغذاء العالمية، فقد أكدت أوكرانيا وجود 17 سفينة حبوب أخرى في انتظار مغادرة مواني البحر الأسود، بمجرد وصول السفينة رازوني إلى وجهتها.
الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا على مواصلة تصدير الحبوب، يشوبه التوترات بعد أن قصفت موسكو ميناء أوديسا بعد 24 ساعة فقط من إعلان الاتفاقية، رغم ذلك استمرت المعاهدة التي تستمر 120 يومًا قابلة للتجديد حال رغبة الطرفين.
الأمن الغذائي العالمي
يحتاج الأوكرانيون إلى هذه الصفقة للحفاظ على اقتصادهم من الانهيار، وهو ما أكَّده أولكسندر كوبراكوف، وزير البنية التحتية الأوكراني، عندما نشر صورًا للسفينة رازوني التي ترفع علم سيراليون في أثناء مغادرتها، وأعلن أن اتفاق الأمم المتحدة حقق نجاحًا كبيرًا في توفير الأمن الغذائي العالمي، وأن المواني الأوكرانية ستعمل بكامل طاقتها في غضون أسابيع قليلة.وقال آلا ستويانوفا، رئيس الزراعة في منطقة أوديسا، إن أوكرانيا اعتادت كسب 45% من دخلها العام من قطاع الزراعة، ومنذ الغزو الروسي انهارت كل قطاعات الدولة تقريبًا، لذا فإن الصادرات الزراعية هي الآن "أموالنا واقتصادنا وحياتنا".
بينما وصف دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، مغادرة السفينة بأنها "إيجابية للغاية".
وأسهم الحصار المفروض على مواني البحر الأسود في حدوث أزمة غذائية عالمية، فأصبحت المنتجات القائمة على القمح مثل الخبز والمكرونة أكثر تكلفة، كما ارتفعت أسعار زيوت الطهي والأسمدة، في الوقت الذي أعلنت فيه أوكرانيا أن 68 سفينة على الأقل عالقة في مواني البلاد منذ الحرب.
ووفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة، تساهم أوكرانيا أيضًا في 16٪ من إمدادات الذرة للعالم، و42٪ من زيت عباد الشمس، فضلاً عن كونها رابع أكبر دولة مصدرة للقمح.
وتيرة الحرب المتصاعدة
الانفراجة في أزمة الحبوب لم تقلل من وتيرة الحرب المتصاعدة، فقالت أوكرانيا إن القوات الروسية تحشد في اتجاه بلدة "كريفي ريه" في منطقة دنيبروبتروفسك، ربما في محاولة للاستعداد لصد هجوم أوكراني مضاد كبير.ويتزايد الحديث عن هجوم أوكراني كبير يستهدف استعادة مدينة خيرسون الجنوبية، على بعد قرابة 140 ميلًا جنوب كريفي ريه، منذ عدة أسابيع.
وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون إن ما لا يقل عن 17 سفينة حربية وزورقًا من الأسطول الروسي في البحر الأسود كانوا يناورون قرب ساحل القرم يوم الاثنين.
وأعلن معهد دراسات الحرب في أحدث تقرير له، أن القوات الروسية استأنفت الهجمات البرية المحلية شمال غرب وجنوب غرب مدينة إيزيوم الأوكرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وربما تهيئ الظروف لعمليات هجومية إلى الغرب في منطقة خاركيف.