فما الذي يجعل بعض الأشخاص يتمتع بالحياة الجميلة، والبعض الآخر لا يستطيع أن يتمتع بالحياة؟ وما الذي يجعل بعض الأشخاص مستقرين في وظائفهم والكثير من قدامى العاملين والخريجين الجدد في غياهب البطالة، ويعانون كثيرًا من الأمور؟
إن الإجابة عن هذا التساؤل تتضح في المنهج الذي يسلكه الشخص الناجح، والذي يطور فيه من ذاته ويقتنص أي فرصة أمامه، ويسعى بكل طاقاته لأن يسوِّق لنفسه ويجتهد على كل ما يعمل لرفع قدراته حتى يرفع من مستواه، ويعيش حياة كريمة تليق به، إن الشخص الذي لا يعمل ولا يطور من نفسه شخص يائس من الحياة، فهو لم يحاول بكل طاقاته وإمكانياته، التي وهبها الله له، أن يشق طريقه في الحياة ويعمل جاهدًا للتغلب على الصعاب التي تواجهه؛ ليضمن النجاح والتفوق، فكما هو معروف أن الحياة سلسلة من الصعاب والمغامرات والتفاعلات التي يجب أن يتغلب عليها الأشخاص لا أن يقفوا أمام أول تحدٍّ، ويصيبهم اليأس فينجرفوا نحو الفشل.
يقول تشارلز سويندل، وهو أحد العلماء المتخصصين: يعتمد مستوى معيشتنا وسعادتنا في الحياة بنسبة %10 على ما يحدث لنا، وبنسبة 90% على ردود أفعالنا تجاه ما يحدث لنا، أما توم ردودل صاحب كتاب خمسة متطلبات للنجاح العملي والشخصي فيقول: الفرق بين المنكسر والمنتصر هو استبدال الكاف والسين بالتاء والصاد.
إن مَن يحدد رسالته في الحياة بخطط مدروسة هو شخص يعمل ويعلم جيدًا ما يريد أن يحققه وما هو الحلم الذي يحاول جاهدًا أن يحققه، فكما هو معلوم أن هناك مَن يحلم، وهناك مَن يقفز من نومه في الصباح الباكر ليحقق حلمه، إن الناجح توجد في ذاكرته مجموعة من التساؤلات التي يجيب عنها بأفعاله كل يوم، فهو شخص مثابر وصبور، يريد أن يتعلم؛ لأنه يريد أن يقف على أرض صلبة.
أما الشخص الذي ليست لديه إرادة، ولا توجد عنده وسائل ولم يحدد أهدافه الرئيسة، ولا توجد لديه أي طموحات مهنية، ولا إنجازات تعليمية، حينما تسأله كيف الحال؟ فلا شك في أن إجاباته سوف تكون إجابات هزيلة تظهر على تقاسيم وجهه، ولا يكون لديه الحافز القوي في الإجابه، بل ربما قالها بصوت منخفض ضعيف بضعف الإرادة التي يعيش بها، ولكي نعيش الحياة بأجمل وأحلى معانيها، يجب علينا أن نغيِّر حياتنا إلى الأفضل، وأن نحدد أفضل الطرق التي نصل بها إلى أهدافنا، فعندها نستطيع أن نقول حالنا بحمد الله أفضل حال، ومعيشتنا بحمد الله أحسن معيشة.