وتعتبر الطاقة النووية طاقة واعدة عالميًّا، خاصة في ظل أزمة الطاقة الحالية، ولكونها أيضًا صديقة للبيئة، حيث يوجد على المستوى العالمي أكثر من 400 مفاعل نووي تنتج حوالي 11% من الاحتياج العالمي للطاقة الكهربائية، وتعتمد بعض الدول على الطاقة النووية في توفير احتياجاتها الضروية من الكهرباء، بنسبة كبيرة كفرنسا على سبيل المثال، حيث تنتج حوالي 71% من الطاقة الكهربائية باستخدام تقنيات الطاقة النووية، بينما يتم المزج بين الأساليب التقليدية، وتقنيات الطاقة المتجددة لدى البعض الآخر، كالولايات المتحدة وروسيا وبعض الدول الأوروبية.
في المقابل لا تستخدم العديد من دول الطاقة النووية على الإطلاق بسبب محاذير ومخاوف تتعلق بالسلامة وخطر الإشعاعات النووية.
وللطاقة النووية استخدامات متعددة أخرى في العديد من المجالات الحيوية والضرورية للبشرية، والتي تتطلب كميات كبيرة من الطاقة، فبالإضافة إلى الاحتياج البشري من الطاقة الكهربائية يمكن استخدام الطاقة النووية في محطات تحلية المياه المالحة، وكذلك تعتبر وقودًا نظيفًا للغواصات يمكّنها من العمل بكل كفاءة وفعالية في اكتشاف المزيد من أسرار البحار والمحيطات دون مخاوف تتعلق بتلوث البيئة.
ويمكن أيضًا استخدام الإشعاعات النووية الناتجة من عمليات الانشطار النووي عن طريق تقنيات محددة في حماية المحاصيل الزراعية من الحشرات الضارة، والتي تهدد الأمن الغذائي العالمي، وبالتالي المساعدة في توفير كميات أكبر من الغذاء. ومن التطبيقات الهامة للطاقة النووية: الاستخدامات الطبية المختلفة في عمليات التشخيص والعلاج الإشعاعي للخلايا السرطانية على سبيل المثال - حمانا الله وإياكم من ذلك - والعديد من الأمراض المستعصية الأخرى.
وتتميز الطاقة النووية، بالإضافة إلى كونها طاقة نظيفة وصديقة للبيئة، بانخفاض التكاليف التشغيلية لمحطاتها، على الرغم من الارتفاع النسبي لتكاليف الإنشاء، ومع ذلك فإن هنالك بعض المحاذير تتعلق بالسلامة وخطر الإشعاعات والاستخدامات غير السلمية لها تجعل الدول أكثر حذرًا في التعامل معها، وهو الذي دعا إلى إنشاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العام 1957م؛ لتتولى مهمة دعم تقنيات الطاقة النووية الآمنة والسليمة على المستوى الدولي.
ختامًا.. فإنه من المتوقع أن تتضاعف أعداد المفاعلات النووية على مستوى العالم بنهاية عام 2050م، وذلك حسب التقارير الرسمية لوكالة الطاقة الذرية؛ بهدف الاستفادة القصوى من الميزات الآنفة الذكر، خاصة في ظل التقدم التقني الحديث، والذي يعمل على تصميم مفاعلات نووية ذات تكاليف إنشائية أقل، والأهم من ذلك تتوافر بها أنظمة سلامة أكثر فعالية، تقلل من المخاطر المحتملة.
(@abolubna95)