أما إن كنت تعمل في المجال الطبي، فينبغي عليك أن تكون جاهزا لعملية تغيير صمامات لقلب أحدهم في يوم إجازتك في منزلكم بشهادة والدتك وأقاربك أو سيتم إطلاق الاتهامات بأنك لا تفقه في الطب شيئا
لا يمر أسبوع إلا وتأتيني مكالمة من أحد الأقرباء أو الأصدقاء، والسؤال الذي يتكرر أشعر بألم في قلبي وقد تكون بوادر جلطة.
وحين أجيب بأن لا شيء يدعو للقلق حسب المعطيات والتاريخ المرضي والأعراض المصاحبة يتهمونني بعدم الإحساس بمعاناتهم المتكررة. ولكن حين يقررون الذهاب إلى أقرب مشفى ويتأكدون أن جميع الأعراض لم تكن سوى إشارات من الجسد بأنك أرهقته، ويجب عيك أخذ قسط من الراحة الجسدية والنفسية والفكرية والروحية يعودون شاكرين ومقدرين لخبرتي غير المتواضعة.
لكن هذا لا ينفي أن أعداد مرضى القلب بالعالم في ازدياد وفقا لمنظمة القلب الأمريكية، في نظرة سريعة وحسب إحصائية منظمة الصحة العالمية تقتل أمراض القلب والأوعية الدموية 17.9 مليون شخص كل عام أي واحد وثلاثين في المائة من إجمالي الوفيات بالعالم، في أمريكا وحدها يموت شخص كل 38 ثانية متأثرا بمرض القلب والأوعية الدموية.
قد لا يتسع المقال للحديث عن جميع أمراض القلب، التي تتم معالجتها لكني سأكون قاسية على مَن يهمه أمر الشباب وعلى الشباب أنفسهم، خصوصا هذه الأيام حذار حذار من القرب من أي منشطات أو حبوب قد تتلف القلب وتسبب الموت.
المفاج(ع) ئ.
ولمرضى القلب وعوائلهم: احرصوا على راحة قلوبكم وابتعدوا عما يؤرقها ولا تستسلموا للمرض واجعلوا من أوقات أخذ العلاج فسحة تخبرون فيها أنفسكم بأن لهذه الحبة مفعول السحر والعودة إلى الحياة بدل من الاستسلام للمرض.
وللمؤسسات والوزارات المعنية مشكورين كثفوا من حملات التوعية وعالجوا الأسباب قبل أن تمتلئ الأسرّة بأمراض القلب من الشباب، الذين هم مستقبلنا المشرق.
أخيرا سأخبركم سرا تحافظون به على قلوب هانئة: الحياة لا تستقيم بحال ولا تعالج بحد المسطرة «راوحوا القلوب ساعة فساعة، فإنها إذا كلت عميت».