إرشاد وتوعيةولفت إلى توجيه المركز الإرشادي التابع للمكتب، المزارعين لطرق التعامل السليمة في مثل هذه الأجواء والظروف البيئية، وذلك من خلال جولات ميدانية متعددة على المزارع، واستقبال المزارعين في المركز الإرشادي للإجابة عن استفساراتهم وإيجاد حلول لمشكلاتهم، وكذلك نشر الوعي من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وذلك عن طريق إصدار بوسترات إرشادية.
عوامل مهمةوقال أستاذ علوم البساتين وإنتاج الفاكهة بكلية العلوم الزراعية والأغذية بجامعة الملك فيصل د. صالح التركي، إن الرطوبة الجوية مـن العوامل المهمة والمحددة للإنتاج الاقتصادي للتمور في مناطق المملكة، ويتوجب التركيز على نسبتها خلال فترة نمو وتطور ونضج الثمار، وهـذه الفتـرة تمتد مـن شـهر مايـو إلـى شهر سبتمبر، والمهم في هـذا الأمر أن تكـون النسبة المئوية للرطوبة والمناسبة للثمار في مرحلتي الرطـب والتمـر غيـر عاليـة ولا تزيـد عـلى 45-55 %. ويعد شهر أغسطس شهر جني محصول التمر؛ حيث ترتفع درجة حرارة الشمس وتنخفض الرطوبة الجوية عادة، إلا أن هذا العام يشهد ارتفاع نسبة هطول الأمطار ويصحبه زيادة الرطوبة الجوية مع انخفاض في درجات حرارة الشمس مما يهدد أشجار النخيل بفقدان جودة محصول التمور علما بأن المطر لا يضر النخلة كشجرة وإنما يحدث إضرارا بالغة بالثمار.
رطوبـة الثمار
ولفت إلى أن ارتفـاع نسـبة الرطوبة في الهـواء المحيط يقلـل مـن فقـدان رطوبـة الثمار ويـؤدي إلى حدوث تغيـر فسـيولوجي في تطـور الثمار بسـبب صعوبـة التخلـص مـن الرطوبـة الزائـدة داخـل الثمـرة كما أن الرطوبة العالية تجعل الثمار تستغرق فترات أطول للتحول من مرحلة الرطب إلى مرحلة التمر وقد تتوقف عند مرحلة الرطب. كما يسبب سقوط الأمطار أثناء نضج الثمار تساقطها أو إصابتها بأضرار فادحة نتيجة إصابتها بالعديد من الأمراض الفطرية والفسـيولوجية منها مرض التشطيب «الوشم» واسوداد القمة «الأنف الأسود»، وتفلق الثمار أو ذبولها والتلـون «الاسمرار الداخلي»، علاوة على تعرضها لأضرار ثانوية أخرى كالعفن والتخمر والتحمض مما ينتج عنه تلف المحصول أو تقليل القيمة التسويقية.
معاملات زراعيةوأشار إلى أن هناك معاملات زراعية للتقليل من الآثار السلبية لارتفاع الرطوبة الجوية خلال موسم الحصاد منها: خف الثمار بإزالة عدد من الشماريخ من وسط العذوق لضمان التهوية بين الثمار، وتغطية العذوق باستعمال الأغطية الورقية أو البلاستيكية لحماية الثمار من الأمطار، وزراعة الأصناف المبكرة النضج في المناطق التي تبدأ فيها الأمطار مبكرا، والعمل على انتخاب الآباء التي تساعد على تبكير نضج الثمار.
خطط مستقبليةوكان مختصون في الزراعة، قد كشفوا عن تأثير موجة الأمطار التي هطلت على محافظة الأحساء، على محصول النخيل، بشكل مباشر، خاصة ما يتعلق بسقوط محاصيل الرطب الناضجة، مشيرين إلى أن غياب الاستعداد المبكر، لموجة الأمطار التي سقطت قبل موعدها، بــ 20 يوما فاقم الأزمة. وأوضحوا لـ «اليوم»، أن التعامل مع موجات الأمطار يتطلب وضع أكياس بلاستيكية على الثمار، خصوصا النخيل الصغير، إضافة إلى جمع الناضج وتخزينها في مكان مناسب، مع أهمية وضع خطط مستقبلية، لحفظ الثمار وطرق تخزينها، للتعامل مع موجات الأمطار، تلافيا لتأثيرها على المحصول.