كنت أقف بانتظار المستشفى، وسمعت تلك الجالسة على الاستقبال ترشد المرضى، فإذا بي أسمعها تقول لإحداهن (وقت زيارتك القادمة بعد ١٤ يوما) فقلت في داخلي أعانها الله فـ ١٤ يوما كثيرة، ومن ثم قالت بعد أسبوعين ليس الأسبوع القادم بل ما بعده فتبسط لدي الموضوع، ثم فكرت لوهلة ما السر، ووجدت أن الأسلوب هو السر وتبسيط الأمور هو الحل الوحيد في كل مشكلة، عندما قالت ١٤ يوما وكأنها بالنسبة لي سنة، وعندما قالت بعد أسبوعين وكأنها بالنسبة لي بعد يومين، فالأسبوع يمضي بسرعة بليغة عندما أفتح عينا وأغمض الأخرى قد مضى أسبوع.
فالأسلوب في تهوين الأمور قد يحل مشاكل كثيرة وهموما طائلة، في هذه الحياة الكثير من الأشخاص المختلفين في الأساليب، قد تجد أشخاصا يكبرون المشكلة بأسلوبهم وكأنها مصيبة، والبعض الآخر يهون المصائب على أنها مشكلة صغيرة، وغالبا أرى أن من يكبر المشاكل بأساليبهم هم الأشخاص السلبيون، الذين يتذمرون من كل شيء، الذين يرون الحياة من عدسة سوداء ومكبرة، يرون كل مشكلة صغيرة بحجم حبة الشعير وكأنها بحجم الوحوش المفترسة، هؤلاء الفئة من الناس دائما يشتكون ويتذمرون من كل شيء، من الحياة والمعيشة والآخرين وكل شيء في حياتهم، وعندما يتحدثون معك يشعرونك وكأنهم هم الضحية في هذه الحياة، وأنه لا أحد غيرهم لديه مشكلات، وكأنهم لم يذوقوا السعادة ولو لمرة، ومن خلال حديثهم نجدهم فائقي التركيز على سلبيات الحياة، ومشاكلها، ونجد أن حياتهم طبيعية كالآخرين ولكن تركيزهم السلبي نظرتهم السوداوية للحياة، جعلتهم هكذا يتذمرون من كل شيء، ويعطون للآخرين انطباعا عن حياتهم بأنهم هكذا، والسر يكمن في السلبية، وتكبير الأمور، والأسلوب الذي يتبعونه للعيش في حياتهم، هؤلاء الفئة دائما في انقطاع مستمر بعلاقاتهم بالآخرين، والسبب أن الإنسان لا يحب الأشخاص كثيري التذمر، وهذه طبيعة الإنسان، وحتى الإنسان السلبي يتعب من نفسه كثيرا، ولا يحب الأشخاص المتذمرين، لذلك يجب على كل إنسان سلبي أن يغير نمط حياته، ويقلل من السلبية والتذمر وتكبير الأمور لأن نفسه ستتعب من السلبية، والنظرة السوداوية وحتى من الممكن أن تضيع عليك فرص لا تعوض.
كلمة أخيرة:
هونوا الأمور عليكم وعلى الآخرين، واعلموا أن كلمة الطمأنينة عندما تلقيها في قلب أحدهم تكتب لك صدقة عند الله، واعلموا أن الدنيا لا راحة من المشاكل فيها.. وقد أدركت أن من يبحث عن السعادة سيشقى ما لم يصنعها لنفسه.
Noir_saud50