في زحمة الحياة ودوران عجلة الأيام، استوقفني عمل أقوم به، وأعاد ذاكرتي إلى نقطة تحول عبرتها بكل ما فيها، لا أدري حينها لماذا سرحت وأعدت عد السنوات التي مرت، لأتأكد من أنها شارفت على إكمال سنواتها العشر! ليس لأنها كثيرة، بل لأن الكثير تغير وبمنحنى أغلبه إيجابي والحمد لله.
تتصور أن بركان غضبك الذي تريد منه أن يهدأ أو ترد فيه على ما أصابك بإطلاق قرارات لتنفذها، هو الدفاع الحقيقي عن نفسك بما تمر فيه، ولا يهم وقتها هل هي صحيحة أم خاطئة، فنظرتك أثناءها موجهة إلى الدائرة الصغيرة التي تحيطك وتضيق مساحتك، لدرجة أن المساحة التي تقف عليها تكاد لا تستطيع الوقوف فيها جيدا لصغرها وضيقها.
أتذكر في أولى ليالي التحول وفي لحظة ممزوجة بالغضب والألم والبكاء، شعرت بانبثاق شعور الاطمئنان والسكينة في صدري، وبدأ يغمر جسدي ويخف صوت ألمي، شعرت حينها بأن الله في تلك اللحظة معي وحولي وكأنه يقول لي: لا بأس فغدا أفضل، لا بأس هي قوتك التي تحتاجينها لأيام غيب ستمرين بها، لا بأس أنا معك، حتى نمت بكل أمان وعمق.
لن أنظر وأقول لا يجب الاستعجال واتخاذ القرارات المتسرعة، لأن من يعيش الحدث ليس كمن ينصح من خارجه، لكنني أنظر إلى دائرة الحدث من بعيد، كيف ستكون الحياة إن اتخذت هذا القرار أو ذاك؟ سيسعدك الآن وستراه يعيد لك اعتبارك أو حقك، لكن هل سلامته ستستمر لك فيما بعد، أو ستجر لك تبعات لا تريدها!
العد إلى عشرة ممتاز جدا إذا كان لديك من الصبر لإكمالها، مع أني كنت لا أستطيع أن أكمل العد إلى نهاية حرف الدال في (واحد)! والآن أبشركم بأني أكملها إلى النون في (اثنين).
@2khwater