وبين فضيلته أن جماع راحة البال في أربعة: في البدن بعدم إرهاقه بكثرة العمل، وعدم إكساله بالدعة وقلة العمل، وفي النفس بقلة المعاصي والذنوب، وفي القلب بقلة الاكتراث بهموم الدنيا، وفي اللسان بحفظه مما يسفل به، وزمه عن مزالق القول وفحشه.
التقرب بالنوافل
وأكد أن التقرب إلى الله بالنوافل من أعظم أسباب راحة البال، لأن كثرة النوافل مدعاة لمحبة الله، ومن أحبه الله أصلح باله وأراحه، وإن من النوافل التي ندب إليها في ديننا الحنيف صيام يوم عاشوراء، فهو شعيرة من شعائر الدين القيم، وقد قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» رواه مسلم.
ظلم النفسوفي المدينة المنورة، قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ أحمد بن طالب: إن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بينكم محرما، وإن من أقبح الظلم أن يظلم المرء نفسه فيدسيها ولا يزكيها، ويكون الظلم أعظم إذا وقع في الزمان والمكان المعظم.
قيام الليلوأضاف فضيلته: إن ربكم قد نسب شهركم هذا إليه على لسان نبيكم وحثكم فيه على الصيام وقرنه بالقيام له في جوف الليل والسحر، فقال عليه الصلاة والسلام: «أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل»، وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله، فإنه تبارك وتعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته، ولذلك ندب فيه إلى العمل الذي نسبه إلى نفسه وهو الصوم.