وتابع الكاتبان: مثل الحكم إنذارا لمنتهكي حقوق الإنسان في العالم مفاده أن أوروبا لن تكون ملاذهم الآمن، لكن للأسف، ما تمنحه ستوكهولم، تأخذه بروكسل.
وأضافا: بعد أيام قليلة فقط من الحكم على نوري، صادق البرلمان البلجيكي على معاهدة لتبادل الأسرى مع إيران، دخلت بلجيكا في المعاهدة لتحرير أحد مواطنيها وهو عامل الإغاثة أوليفييه فانديكاستيل، المسجون في إيران بتهم تجسس مشكوك فيها.
احتجاز الرهائن
ويقول الكاتبان: نتيجة للاتفاق، من المرجح أن يطلق سراح أسد الله أسدي، الدبلوماسي الإيراني المدان بمحاولة تفجير تجمع للمعارضة في باريس، على الرغم من وجود مؤشرات على أن المحاكم البلجيكية قد تكون عقبة أمام هذه الخطة.
واستطردا بقولهما: فانديكاستيل رهينة احتجزته إيران بغرض الحصول على فدية، لكن من خلال مبادلة إرهابي مدان، فإن بلجيكا تمهد الطريق لمزيد من الإرهاب ولاحتجاز المزيد من الأوروبيين كرهائن.
وأشار الكاتبان إلى أنهما حذرا قبل عامين من حملة الإرهاب الدولية التي يمارسها النظام الإيراني منذ عقود في الغرب.
وأضافا: للأسف، لم يتم الالتفات إلى تحذيراتنا، وبعد أشهر قليلة فقط من نشر المقال، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي عن مخطط من قبل طهران لاختطاف صحفية وناشطة إيرانية أمريكية، ونقلها إلى إيران بل ويحتمل قتلها.
وتابعا: نخشى أن يتم الترسيخ لنفس السابقة الآن في أوروبا، نعتقد أن معاهدة هذا الأسبوع ستحقق نتيجتين مدمرتين.
وبحسب الكاتبين، فإن الأسدي خطط لهجومه الإرهابي أثناء عمله كمبعوث إيراني في فيينا، ومن المحتمل أن يكون لطهران العديد من النشطاء الآخرين في جميع أنحاء أوروبا.
وأردفا: مع العلم بأن تبادل السجناء هو خيار سهل، ستوجه طهران الآن المزيد من الدبلوماسيين وغيرهم من النشطاء للانخراط في الإرهاب.
وأضافا: سوف يلاحق النظام نشطاء حقوق الإنسان الإيرانيين وشخصيات المعارضة الذين يعيشون في الخارج بوقاحة أكثر من ذي قبل، فر هؤلاء النشطاء من إيران بحثا عن الأمان، الآن، سيتعين عليهم العيش في خوف من ذراع النظام الطويل.
سجل مروع
ويوضح الكاتبان، أن النظام يزداد قوة في كل ركن من أركان أوروبا، في وجود سجل مروع من عمليات القتل التي تقف وراءها طهران في ألمانيا وفرنسا وسويسرا.
ومضيا بالقول: قد يتعرض بعض النشطاء للتجسس والمراقبة، قد يكون آخرون أهدافا لمحاولات اغتيال، وقد يكون عدد أكبر من هؤلاء عرضة لنفس النوع من المؤامرة الإرهابية واسعة النطاق التي كان يخطط لها الأسدي، ومثل هذه الهجمات ليست خطرا فقط على النشطاء الإيرانيين، بل لن يكون المواطنون الأوروبيون في مأمن من إرهاب طهران في ساحاتهم الخلفية أو مكاتبهم أو مقاهيهم المفضلة.
واستطردا: حتى لو أحبطت السلطات الأوروبية مثل هذه الهجمات واعتقلت عملاء النظام، فإن مواطنيها سيواجهون النتيجة الثانية لاتفاقية هذا الأسبوع، وهي المزيد من أخذ الرهائن.
وأكدا أن معاهدة بليجكا لن تؤدي إلا إلى تكثيف النمط المقلق بالفعل المتمثل في الاختطاف من أجل الحصول على فدية، وأضافا: في الأشهر الأخيرة وحدها، كانت أخبار الإساءة الصارخة من قبل النظام الإيراني للمواطنين الأوروبيين مستمرة، حيث تم أخذ أكاديمي سويدي وسائح فرنسي ومواطن ألماني كرهائن، ويواجهون سوء المعاملة وربما الإعدام في إيران.
وتابعا: الآن، وبفضل هذا القرار، فإن السياح الأوروبيين والعاملين في المنظمات غير الربحية والأكاديميين الزائرين سيكونون جميعا في خطر متزايد من التعرض للاحتجاز التعسفي من قبل طهران، وقد يتعرضون لسوء المعاملة أو التعذيب أو إجبارهم على الإدلاء باعترافات كاذبة، أو حتى أسوأ من ذلك، سيحتجزهم نظام الملالي بهدف ابتزاز الحكومات الأوروبية لإعادة الإرهابيين.
الإرهابي «نوري»
ومضيا بالقول: على سبيل المثال، يجب ألا تندهش إذا بدأت إيران، بعد أن شجعها التصويت في بروكسل، في احتجاز المزيد من الرهائن المرتبطين بالسويد حتى يتم تبادل نوري، الإرهابي المحكوم عليه في ستوكهولم.
وأردفا: على الرغم من أن الحكومة البلجيكية تدعي أنها وقعت على المعاهدة لإثبات أنها فعلت كل ما في وسعها لتحرير مواطنها، فإن هذا ببساطة غير صحيح.
وأشارا إلى أن الدعاء والضعف ليسا الخيارين الوحيدين المتاحين لأوروبا.
وتابعا: على أوروبا أن تكون جريئة في مواجهة احتجاز الرهائن، عندما تحتجز طهران رهينة أوروبي، يجب على بلده البدء في طرد الدبلوماسيين الإيرانيين، إذا استمر الوضع، يتعين إعلان السفير الإيراني شخصا غير مرغوب فيه وإغلاق السفارة أيضا، هذا النهج تبنته ألمانيا في التسعينيات، وكان هذا النهج فعالا للغاية في كبح جماح الإيرانيين مؤقتا.
وأضافا: يجب على أي دولة أوروبية يتم اختطاف مواطنيها إبعاد عائلات مسئولي إيران والمنتسبين إليها من بلادهم.
وأردفا: بعد ذلك، يجب مصادرة أصول النظام في أوروبا أيضا، حيث تحتفظ الدول الأوروبية بمليارات اليورو التابعة لنظام الملالي ومسؤوليه، ويجب تجميد هذه الأموال ومصادرتها، ولا يتم إعادتها إلا بعد إطلاق سراح الرهائن الأوروبيين ووقف احتجاز الرهائن.
وأشارا إلى أنه يجب على أوروبا إدراك أن الطريق الوحيد المستدام لوجود علاقة مستقرة مع إيران هو دعم تطلعات الشعب الإيراني الديمقراطية.
وتابعا: بينما أبدت السويد شجاعتها في مواجهة السلوك القاتل لإيران، أظهرت بلجيكا في الأسابيع الأخيرة الجبن، نحث أصدقاءنا الأوروبيين على تغيير المسار واعتماد نهج السويد.