لكل مهنة مصاعبها وتحدّياتها، وفق طبيعتها وظروفها وخطورتها، لكن هناك مهنُ تبلغ مشقة أصحابها أنهم محرومون من الإجازة أغلب الوقت بسبب طبيعة عملهم، فلا يستطيعون التخطيط لسُفرات طويلة رفقة أسرهم، ولا انتظار مواسم الإجازات العادية كي يكون لهم فيها نصيب، وإنما الأمر خاضع لعوامل عديدة أغلبها خارج عن إرادتهم.
ويأتي على رأس هذه الفئة: رجال الأمن من الشرطة والجيش والحماية المدنية، والأطقم الطبية، لعظم أعمالهم وتتابع أحداثها والاحتياج الدائم إلى وجودهم على الأرض.
رجال الأمن
يعرف رجالُ الأمن -ربما منذ أن تطأ أقدامهم الكليات العسكرية والشرطية- أن الإجازة ضيف عزيزُ المنال بالنسبة إليهم، لطبيعة عملهم في ضمان الأمن والأمان، سواء الداخلي على يد الشرطة، أو الخارجي على يد القوات المسلحة، فعملهم يتطلّب السهر ساعات طويلة، ليلًا ونهارًا، بكامل يقظتهم واستعدادهم، مع إمكانية العمل أيامًا متواصلة، خاصة في موسم الحج والشهور المفضلة للعمرة، أو بسبب زيارة مسؤول مهم للمملكة، وكذا في أيام الأعياد أو الاحتفالات الكبرى، حرصًا على أمن المواطن والمقيم والأمن المجتمعي بشكل عام.
إنهم الدرع التي تحمي وتدافع وتُؤمِّن، إذا حضروا حضرت الطمأنينة وحلَّ الأمان، وإن غابوا افتُقدوا.
الحماية المدنية
الدفاع المدني أو الحماية المدنية، جهاز مهمّ يتولَّى تنفيذ الإجراءات والأعمال المطلوبة لحماية السكان وممتلكاتهم الخاصة والعامة، من أخطار الحريق والكوارث والحروب والحوادث، بالإضافة إلى إغاثة المنكوبين، وتأمين سلامة المواصلات والاتصالات، وسير العمل في المرافق العامة، وحماية مصادر الثروة الوطنية في زمن السلم والحرب والطوارئ.
من ثمّ فإن مهمة المنتمين إلى هذا الجهاز من الخطورة بمكانٍ حتى إنهم يظلّون تحت الطلب في أي وقت من ليل أو نهار، ولا يكون بإمكانهم التمتع بما يتمتع به أي إنسان طبيعي من إجازات وأوقات فراغ، مع ذلك فإن سهرهم في خدمة الوطن من أعظم الأعمال التي تمنحهم الشعور بالرضا عن تضحياتهم، والسعادة بأن يكونوا مفزع الناس ومن يهرعون لإنقاذهم وقت الخطر.
الفِرَق الطبية
الجيش الأبيض، أو العاملون في المجالات الطبية، مَن يحلفون قبل مزاولة مهنتهم على صون حياة الإنسان في أي ظرف أو حال، لذا تجدهم متاحين فترات طويلة في المستشفى، مع احتمالية كبيرة لعدم الحصول على إجازاتههم بشكل طبيعي، خاصة الطبسب وطاقم التمريض، وحتى إن ذهبوا إلى المنزل فيمكن الاتصال بهم في أي وقت، وطلب حضورهم بشكل فوري، أما في أقسام الطوارئ وحال وقوع حوادث كبيرة أو وباء، فربما لا تغادر الفرق الطبية أماكن عملها لأيام، وهو ما حدث بالفعل خلال الفترة الماضية عندما تفشى وباء كورونا الذي لا تزال ظلاله تخيم على العالم أجمع حتى الآن.
