لقد تساءل الفلاسفة القدماء، وعلى رأسهم أرسطو وسقراط وأفلاطون، عن مصادر المعرفة، وانتهوا إلى أنها موجودة، وتحتاج إلى استنباطها عن طريق التجربة، أما في عصر النهضة فقد أفرزت الإشكالية الثقافية حول مفهوم المنهج، ظهور تيارات فكرية جديدة استمرت حتى وقتنا الحاضر، وقد ساهمت بشكلٍ فاعلٍ في تأطير الأساليب المطبقة في العلوم الاجتماعية واللسانية، وقد ارتبطت تلك الإشكالية باتجاهات ثلاثة، يتعلق الأول بالاتجاه العقلاني، ويذهب واضعوه إلى أن العقل البشري الفطري يمتلك أفكارًا ومعارف تسبق الإحساس والتجربة معًا، وتشكّل اللغة أهم جزءٍ من أجزائه، ويتعلق الثاني بالاتجاه المادي، ويقول أنصاره إن المعرفة المتمخضة عنه تصدر عادة عن التجربة والملاحظة، وتنبثق من مسلَّمة العقل البعدي، أما الاتجاه الثالث فهو ما يُسمَّى بالتوفيقي، ويفسِّره أصحابه بأن المعرفة تذهب إلى المصالحة بين الحساسية والفهم، بمعنى أن العلوم الاجتماعية والإنسانية لا تصل إلى معرفة الأشياء، بل تصل إلى ما يشبهها فقط.
[email protected]
مذهب التصور الأرسطي في تفسيره مفهوم المنهج هو أنه الطريق المؤدي لهدف، وهو مذهب تأسس على دعامتَين حيويتَين، الأولى منطقة محضة تبدأ بالمسلَّمات وتنتهي بالنتائج، والثانية إجرائية تبدأ بالمشاهدة وتنتهي بالاستنباط، غير أن هذا المفهوم للمنهج لم ينحصر تعريفه فيما طرحه أرسطو، بل ظهرت بعده جملة من النظريات التعريفية على يد بيكون وديكارت وراسل وستيوارت، اعتمدت على وسائل الملاحظة والمشاهدة والتحليل والتركيب، وهي في جملتها تستهدف البحث عن الحقيقة بطريقة بدهية تدفع المتلقي لاستيعاب الخطاب، وهذا يعني أن مفهوم المنهج انطلاقًا من معطيات تلك النظريات ينقسم إلى فرعَين أحدهما استقرائي والآخر استنباطي، فالفرع الأول ينقل المتلقي من المحسوس إلى المجرد، بمعنى الكشف عن المردودات الحسية اعتمادًا على الملاحظة، أما الثاني فيعتمد على التأمل والاستنتاج انطلاقًا من تصورات وأفكار مسبقة.
لقد تساءل الفلاسفة القدماء، وعلى رأسهم أرسطو وسقراط وأفلاطون، عن مصادر المعرفة، وانتهوا إلى أنها موجودة، وتحتاج إلى استنباطها عن طريق التجربة، أما في عصر النهضة فقد أفرزت الإشكالية الثقافية حول مفهوم المنهج، ظهور تيارات فكرية جديدة استمرت حتى وقتنا الحاضر، وقد ساهمت بشكلٍ فاعلٍ في تأطير الأساليب المطبقة في العلوم الاجتماعية واللسانية، وقد ارتبطت تلك الإشكالية باتجاهات ثلاثة، يتعلق الأول بالاتجاه العقلاني، ويذهب واضعوه إلى أن العقل البشري الفطري يمتلك أفكارًا ومعارف تسبق الإحساس والتجربة معًا، وتشكّل اللغة أهم جزءٍ من أجزائه، ويتعلق الثاني بالاتجاه المادي، ويقول أنصاره إن المعرفة المتمخضة عنه تصدر عادة عن التجربة والملاحظة، وتنبثق من مسلَّمة العقل البعدي، أما الاتجاه الثالث فهو ما يُسمَّى بالتوفيقي، ويفسِّره أصحابه بأن المعرفة تذهب إلى المصالحة بين الحساسية والفهم، بمعنى أن العلوم الاجتماعية والإنسانية لا تصل إلى معرفة الأشياء، بل تصل إلى ما يشبهها فقط.
لقد تساءل الفلاسفة القدماء، وعلى رأسهم أرسطو وسقراط وأفلاطون، عن مصادر المعرفة، وانتهوا إلى أنها موجودة، وتحتاج إلى استنباطها عن طريق التجربة، أما في عصر النهضة فقد أفرزت الإشكالية الثقافية حول مفهوم المنهج، ظهور تيارات فكرية جديدة استمرت حتى وقتنا الحاضر، وقد ساهمت بشكلٍ فاعلٍ في تأطير الأساليب المطبقة في العلوم الاجتماعية واللسانية، وقد ارتبطت تلك الإشكالية باتجاهات ثلاثة، يتعلق الأول بالاتجاه العقلاني، ويذهب واضعوه إلى أن العقل البشري الفطري يمتلك أفكارًا ومعارف تسبق الإحساس والتجربة معًا، وتشكّل اللغة أهم جزءٍ من أجزائه، ويتعلق الثاني بالاتجاه المادي، ويقول أنصاره إن المعرفة المتمخضة عنه تصدر عادة عن التجربة والملاحظة، وتنبثق من مسلَّمة العقل البعدي، أما الاتجاه الثالث فهو ما يُسمَّى بالتوفيقي، ويفسِّره أصحابه بأن المعرفة تذهب إلى المصالحة بين الحساسية والفهم، بمعنى أن العلوم الاجتماعية والإنسانية لا تصل إلى معرفة الأشياء، بل تصل إلى ما يشبهها فقط.