ومضى يقول: لا تزال الولايات المتحدة لا تحظى بشعبية في باكستان، لا يزال الشعور تجاه واشنطن بعيدًا جدًّا عن الأيام التي كان يتم فيها استقبال الزوار الأمريكيين البارزين بحماس من قبل الحشود الباكستانية.
وتابع: عندما تمت الإطاحة برئيس الوزراء عمران خان من خلال تصويت بحجب الثقة في أبريل، زعم أنه تم إسقاطه من خلال مؤامرة أمريكية، والتي ادعى أنها مدفوعة بمعارضته الحازمة للسماح للأمريكيين بتشغيل قواعد عسكرية في البلاد.
وأشار إلى أن كثيرين في باكستان يرون في الأحداث الأخيرة، بما في ذلك المكالمة غير العادية التي أجراها قائد الجيش مع دبلوماسي أمريكي كبير الأسبوع الماضي، من أجل الحصول على موافقة أسرع للإفراج عن شريحة قروض صندوق النقد الدولي، كدليل على التواطؤ مع الولايات المتحدة في الإطاحة بخان ضمن مقايضة.
وأردف: في هذا الصيف، مع تبنّي صندوق النقد الدولي موقفًا متشددًا في المحادثات مع إسلام أباد، زعمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية أنها حددت بشكل قاطع موقع الظواهري في كابول.
وتابع: ما قد يكون مجرد صدفة يستخدم كدليل على قيام الولايات المتحدة بتنسيق إطاحة عمران خان واستخدام مختلف أدوات النفوذ للتأكد من أن لديها القدرة دون عوائق على ضرب أهداف عالية القيمة في أفغانستان غير الساحلية باستخدام المجال الجوي الباكستاني.
وأشار إلى أن الاعتقاد السائد بأن خان كان ضحية مؤامرة أمريكية يغذي دعمه الشعبي، ويزيد من احتمال عودته إلى السلطة، ويعقد إستراتيجية مكافحة الإرهاب الأمريكية في المنطقة.
وقال: إنه من المحتمل جدًّا أن تكون ضربة الظواهري تنطوي على استخدام المجال الجوي الباكستاني.
وتابع: في الواقع، قال عضو في الكونجرس الأمريكي: «إن باكستان أعطت موافقة ضمنية على حقوق التحليق».
وأضاف: الآن، إذا كانت الطائرات الأمريكية بدون طيار قد سافرت بالفعل عبر باكستان، فإن مقتل الظواهري لا يثبت فقط فعالية إستراتيجية مكافحة الإرهاب الأمريكية «عبر الأفق»، ولكن أيضًا اعتمادها على المجال الجوي الباكستاني.
واستطرد: إذا كانت الولايات المتحدة تعتمد بالفعل على باكستان في مسح وضرب أهداف في أفغانستان، فمن المحتمل أن تتعرض إستراتيجيتها لمكافحة الإرهاب في أفغانستان للخطر بسبب عودة عمران خان إلى السلطة من خلال الانتخابات في العام المقبل، ومن الضروري أن تقوم الولايات المتحدة وباكستان بتطوير إطار تعاون لمكافحة الإرهاب يمكنه تحمّل الضغوط السياسية في باكستان على المدى القصير. وأشار إلى أنه لتحقيق ذلك، يجب على الولايات المتحدة الحفاظ على إستراتيجية مقيدة ومركزة لمكافحة الإرهاب، وإقامة شراكة بهدوء مع باكستان دون أن تكون لها قواعد في البلاد.
وختم بالقول: يجب على البلدين أيضًا تكثيف تبادل المعلومات الاستخباراتية حول التهديدات المشتركة، بما في ذلك تنظيم القاعدة والفرع المحلي لـ«داعش»، لكن يجب على واشنطن أيضًا الاستعداد لعودة محتملة لعمران خان إلى السلطة.