تثقيف الطفلوأضافت: من الجميل أن نجد مثل هذه الإسهامات التي تبرز قدرات أطفالنا وتولي اهتماما باللغة التي تعد ركيزة الثقافة الأساسية، وتعمل على تثقيف الطفل وصقل مهاراته عبر برامج فيها الكثير من المتعة للطفل، وأن يختار القائمون على المسابقة التركيز على مهارة الإلقاء فهو أمر جيد يجمع بين الاهتمام بتنمية لغة الطفل ومهاراته الأدائية، ويتعداهما إلى تطوير جوانب أخرى متعددة لشخصيته، فالإلقاء مهارة تستدعي مقدرة لغوية وفصاحة، بالإضافة إلى الثقة بالنفس والقدرة على التواصل الناجح، وبذلك تستهدف النمو اللغوي والنفسي والفكري والاجتماعي، لتعمل في محصلتها النهائية على دعم نمو الطفل المتكامل، ومن محاسن هذه المبادرة اتساع المستهدفين من الأطفال في مراحل عمرية مختلفة دون تحديد بقعة مكانية محددة، ما سيثري المسابقة ويوفر تواصلا مرغوبا بين الناطقين بالعربية في شتى بقاع العالم، أتطلع إلى هذه المسابقة وأتمنى أن يأتي التنظيم والتنفيذ على مستوى الجهتين المنظمتين.
ذكاء لغوي
أما الكاتب والباحث في مجال أدب الأطفال فرج الظفيري «رئيس تحرير إحدى مجلات الأطفال سابقا»، فقال: تحدي الإلقاء سيعزز مكانة اللغة العربية في نفوس الأطفال ويدفعهم إلى محبتها والاهتمام بها، ويجعلهم يحرصون على زيادة حصيلتهم اللغوية، وتنويع أساليبهم البلاغية، وما يتصل بذلك من العناية بمرادفات الألفاظ وأضدادها، والتعرف على أوجه الصواب والخطأ، وإتقان قواعد اللغة العربية، بل أكثر من ذلك عندما يتقن مواضع الوقف في حديثه، ودرجة الصوت أو النبرة المتوافقة مع الكلمة أو الأسلوب الذي تصاغ فيه الجمل من استفهام أو تعجب أو إنكار، وغير ذلك من السياقات، وكل هذا من المهارات اللازمة للأطفال من أجل بناء تواصل فعال، وهو نوع من الذكاء اللغوي، عندما يستطيع الطفل التعبير عن نفسه بأساليب متنوعة، ولعل تحدي الإلقاء يقترب في أهدافه من اختبار الفصاحة اللغوية عند الأطفال، والتي تؤكد أن ممارسة الأطفال مثل هذا التحدي يحفز الدماغ بشكل أكبر مقارنة بالبالغين، وهذا له أثره الإيجابي على الطفل في مراحل نموه اللاحقة، فينشأ ولديه قدرات لغوية مميزة، وشعور الطفل بالثراء اللغوي يجعله يحب لغته، ويعرف لها مكانتها، ويفتخر بها.
ركيزة المجتمع
فيما ذكر كاتب قصص الأطفال إبراهيم مغفوري أن الطفل ركيزة المجتمع وأساسه المتين، وأضاف: لا بد من اهتمام المعنيين بالطفل، «الأسرة والمعلمون والمربون والمجتمع كله»، ومن ذلك الاهتمام الموجه له مباشرة، والاهتمام بلغته أيضا، وبما أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، ولذا يجب الحرص على الطفل، بحيث تكون له القدرة على الإلقاء أمام الجمهور دون تلعثم أو خوف، وهذا لن يكون بمحض الصدفة؛ لكن عن طريق التدريب والتعليم الموجه للطفل من قبل الأسرة منذ نعومة أظفاره، ولن يكون ذلك إلا بتضافر الجهود، ومن المعروف أن رقي المجتمعات لن يكون إلا باهتمام المجتمع بلغته وركيزته الأساسية وهم الأطفال، فإن وجه المجتمع وأفراده اهتمامهم الرئيسي إليه واهتم به الاهتمام الأمثل، فسيكون مستقبل المجتمع بإذن الله مشرقا وعامرا.