مِن الصفر لرئاسة مجالس الإدارة.. من محمد القحطاني الذي توفي في القاهرة؟

وقف رجل الأعمال السعودي، محمد القحطاني، على منصة المؤتمر العربي الإفريقي بالقاهرة، يُلقي كلماته على الحضور، متحدثًا عن رؤساء وملوك الدول العربية، خاصة المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات.
وخلال كلمته، قال عن الملك سلمان بن عبد العزيز إنه "يعلم عن المملكة كل صغيرة وكبيرة قبل أن يكون ملكًا، واستتب العمل ولم نسمع إرهاب أو مشاكل في عهده".
خرجت كلماته الأخيرة "لا منصب ولا قيمة لأي إنسان إلا من لقِي ربه بقلب سليم"، قبل أن يسقط أرضًا فجأة مغشيًا عليه ويفارق الحياة.

محمد بن ناصر بن وزن آل مسعود القحطاني، وُلد في مدينة نجد، وعاش حياة بسيطة بموارد قليلة. درس في مدارس مصنوعة من الطين، قبل نحو 60 عامًا.

مرت أيامه في كَد وسعي، وانتقل إلى المنطقة الشرقية للمملكة والتحق بشركة تابعة لأرامكو، بدأ حياته عاملًا بسيطًا وتدرَّج في عمله إلى أن أصبح مهندسًا للحفر.
سافر القحطاني إلى الإمارات وعمل في عدّة مناطق، مثل: عجمان ورأس الخيمة ودبي والعين. تزوج واستقر هناك مع أبنائه، حتى بدأت مشاريعه تخرج إلى النور.
بدأ من الصفر حتى أصبح لديه عدة شركات واستثمارات متنوعة؛ في الإمارات والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى عدة بلدان أخرى حول العالم.
تبنَّى القحطاني فكر الناجحين من قَبله وسار على نهجهم، واستعان بخبراته ليتغلب على التحدّيات التي تواجهه حتى يحقق طموحه ويطور من نفسه.

لم يكتف القحطاني بكل ما حقق من نجاحات واستثمارات، وقرَّر متابعة حياته العلمية ليطوِّر نفسه بنفسه، فحصل على درجة الماجستير في التجارة، وكان ينوي المواصلة والحصول على الدكتوراه، كل هذا وهوفي عمر الـ65.
آمن القحطاني أن الحياة علم وكفاح وصبر وعمل، والأهم من الوصول هو مواصلة الطريق نحو الهدف مهما طالت مدة الانقطاع وساءت الظروف.

في أحد لقاءات الراحل محمد القحطاني، قال إن الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة، على صغر سنه فإنه لن يكون وليًا للعهد فقط، بل سيكون "أبو السعودية وأبو السعوديين"، داعيًا أن تستمر جهوده وطموحاته في تعمير المملكة ودعم الشباب، لبناء دولة متطورة ورائدة في المنطقة.

سقط القحطاني مغشيًا عليه خلال إلقائه خطابًا بالمؤتمر العربي الإفريقي، في دار حرس الحدود بالقاهرة، تحت رعاية منظمة مكافحة التزوير والتزييف، استكمالًا لاهتماماته بمجالات التنمية الاقتصادية ودعمه المشاريع الثقافية في عديد من الدول العربية.
وقالت تقارير إنه تُوفِّي لاحقًا في المستشفى، وذكرت وسائل إعلام مصرية أن فاعليات المؤتمر قد أُلغيت حدادًا على القحطاني.