اصْبِرْ عَلَى مَضَضِ الإِدْلاجِ فِي السَّحَرِ ... وَفِي الرَّوَاحِ إِلَى الْحَاجَاتِ وَالْبَكَرِ
لَا تَضْجَرَنَّ وَلا يُحْزِنْكَ مَطْلَبُهَا ... فَالنُّجْحُ يَتْلَفُ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالضَّجَرِ
إِنِّي رَأَيْتُ وَفِي الأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ ... لِلصَّبْرِ عَاقِبَةً مَحْمُودَةَ الأَثَرِ
وَقَلَّ مَنْ لَجَّ فِي شَيْءٍ يُطَالِبُهُ ... وَاسْتَشْعَرَ الصَّبْرَ إِلا فَازَ بِالظَّفَرِ
أتمنى من كل طالب نجاح الصبر، فللصبر عاقبة محمودة الأثر، والعجز وكثرة التضجر دمارٌ لكل طالب نجاح، ومع ذلك أراه في هذا الوقت مع انتشار ثقافة الوجبات السريعة والتوصيل السريع أصبح ثقيلاً على النفوس، فالكل مستعجل ويريد نتائج مستعجلة!
مَن أراد الجنة فليصبر على مشاق العبادة، وإلا كيف تطلب الله الفردوس الأعلى من الجنة، وجوار مَن صبروا وضحوا، وأنت لا تستطيع أن تمنع نفسك عن هواها؟!
مَن أراد نجاح مشروعه التجاري فليصبر ولا ينتظر النجاح من أول شهر، فالبعض يريد أن يكون رائداً في الأعمال ينظّر في مواقع التواصل الاجتماعي، ومع أول انتكاسة أو تأخر ربح يلغي المشروع وينسحب أو يتستر ويؤجره على العمالة.
مَن أراد النجاح الدراسي وإكمال دراساته العليا وزيادة الفرص، فليصبر على المذاكرة ولا يشتكي من السهر والتعب!
مَن أراد بيتاً مستقراً مميزاً فليصبر على اختلاف وجهات النظر مع شريك الحياة، وما يواجهه أو تواجهه في تربية الأبناء.
مَن أراد النجاح الإداري فليصبر على غياب المتغيّب وتسيّب المتسيّب، ويسعى في المحاسبة والإصلاح بلا شكوى ولا تذمر.
أعتقد أننا بأمس الحاجة لتنمية مهارة الصبر في نفوسنا ونفوس أبنائنا وطلابنا ومَن نجالس، بالتدرب والتدريب وعدم إعطاء الفرصة لمتضجر أو متشائم بالصياح وعيب الزمان وأهل الزمان، والصبر مهارة تنمو بالتصبر، فمَن يتصبر يصبره الله كما أخبر مَن لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وآله وسلم-.
تصبروا حتى تنجحوا!