Forrest Gump.. تحفة سينمائية تتألق بمرور الزمن

يعتبر الفيلم الأمريكي Forrest Gump حالة فنية استثنائية، فهناك أفلام تغير حياة من يشاهدها وأخرى تشكل نقلة في السيرة المهنية لصناعها، وقلما يحدث الأمران لعمل واحد كما حدث مع فيلم النجم توم هانكس.
ولنجاحه الساحق الذي يتجدد مع مرور الزمن، شأن الأعمال الفنية العظيمة التي تزيد قيمتها مع الوقت، يستلهمه صناع السينما حول العالم في إنتاج نسخ لقصته في مختلف اللغات.

فيلم هندي عن Forrest Gump

يعود عامر خان الممثل الهندي الشهير، بعد غياب 4 سنوات، مجددًا للسينما الهندية بفيلم "Laal Singh Chaddha" المأخوذ عن "Forrest Gump" بعد مرور 28 عامًا على طرحه.
واستغرق عامر خان سنوات من أجل الحصول على حقوق الفيلم، إضافة إلى إجراء تغييرات كبيرة على السيناريو، لتتوافق مع الأحداث الثقافة الهندية.
ونظرا للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الفيلم الأمريكي لدى الجمهور الهندي، تزامن الاحتفال بالنسخة الهندية من العمل مع حرص الجمهور على استعادة ذكرياتهم مع الفيلم الذي قدمه توم هانكس عام 1994 ونال العديد من الجوائز الهامة وعلى رأسها جائزة الأوسكار.

قصة فيلم Forrest Gump

يروي الفيلم قصة بطل يدعى فورست جامب Forrest Gump (يقوم بدوره الممثل الأمريكي توم هانكس) من ولاية ألاباما، وهو ينتقل من مرحلة المراهقة إلى مرحلة البلوغ في أمريكا في منتصف القرن العشرين، ويجد نفسه طرفًا في بعض أهم أحداث القرن منها ملف الحقوق المدنية في ألاباما وحرب فيتنام وفضيحة ووترجيت السياسية.
وأخرج الفيلم روبرت زيميكيس وكتبه إريك روث، وهو مقتبس من رواية عام 1986 التي تحمل نفس الاسم للكاتب ونستون جروم، وشارك في تمثيله النجوم: توم هانكس وروبن رايت وجاري سينيز وميكلتي ويليامسون وسالي فيلد.
وتصور القصة عدة عقود في حياة فورست جامب، وهو رجل بطيء الذكاء وطيب القلب من ألاباما يشهد ويؤثر عن غير قصد على العديد من الأحداث التاريخية المحددة في الولايات المتحدة في القرن العشرين، ويختلف بذلك الفيلم اختلافًا جوهريًا عن الرواية.

أشياء لا تعرفها عن Forrest Gump

في أحد المشاهد الأولى للفيلم تبدأ ابنة فورست أول يوم لها في المدرسة في ألاباما، وينبذها الأطفال بسبب وضعها الصحي، وما لا يعرفه معظم الجمهور أن إحدى الشخصيات التي نبذت الطفلة كانت في الواقع ابنة توم هانكس، إليزابيث هانكس، وهي الفتاة التي ترتدي فستانًا أحمر منقوشًا.

وتضمنت سيرة شخصية فورست جامب في أحداث الفيلم، لعب كرة القدم الأمريكية، التي سرعان ما أصبح أحد أفضل لاعبيها في البلاد حتى مكنته من لقاء الرئيس جون إف كينيدي.
وأشار صناع العمل إلى سرعة جامب الاستثنائة في العدو، التي ستظهر في مرحلة لاحقة من الفيلم، عن طريق عرض قميص اللعب نظيف طوال الوقت، في حين تلوث جميع زملائه وخصومه اللاعبين بالعشب والطين.

من الأمور الأخرى المجهولة لأغلب محبي الفيلم، هي أن مدرب فريق ألاباما في الفيلم تم وضع تفاصيله ليكون على هيئة مدرب جامعة ألاباما الحقيقي في الستينيات، بير براينت، وكان الفريق الحقيقي ناجحًا جدًا وفاز بالبطولة الوطنية في 1961 و 1964 و 1965.

يركز الفيلم على وقت خدمة جامب في الجيش أثناء حرب فيتنام في عام 1966، بعد تخرجه من جامعة ألاباما، وعلق عدد من المتابعين بان قدرات جامب العقلية المحدودة لا تؤهله من الانخراط في الجيش.
وفي الواقع، فإنه عام 1966، بدأ وزير الدفاع الأمريكي روبرت ماكنمارا، مشروع 100000، وهو برنامج تم تصميمه لزيادة أعداد الجيش عن طريق خفض معايير الاختبار المطلوبة من المجندين.
واستهدف البرنامج في الغالب الشباب في الجنوب الذين جاءوا من منازل غير مستقرة اقتصاديا ذات هياكل أسرية غير تقليدية، و50% لديهم معدل ذكاء أقل من 85، وهو ما ينطبق على شخصية جامب فورست.

6 جوائز أوسكار

حقق الفيلم نجاحًا هائلاً في شباك التذاكر الأمريكية عقب طرحه عام 1994، ليصبح الفيلم الأكثر ربحًا في أمريكا الذي تم إصداره في ذلك العام محققا أكثر من 678.2 مليون دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم، ما يجعله ثاني أعلى فيلم في عام 1994، خلف The Lion King.
وباعت الموسيقى التصويرية لفيلم أكثر من 12 مليون نسخة، وحاز الفيلم بستة جوائز أوسكار: أفضل صورة، وأفضل مخرج، وأفضل ممثل لهانكس، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل مؤثرات بصرية، وأفضل مونتاج فيلم.
وحصل على العديد من ترشيحات الجوائز، بما في ذلك جوائز جولدن جلوب وجوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام (بافتا) وجوائز نقابة ممثلي الشاشة.