الابتعاد عن الأشخاص السلبيين هو أول الخطوات لتعزيز ثقتك بنفسك، وقد يكون حبا حتى لا نخسرهم مدى الحياة حفاظا عليهم.!!
ليس كل ابتعاد تخلٍ أو غدر، فهناك ابتعاد راحة وعزلة من الضغوط، وهناك ابتعاد لأننا أسرفنا في الحضور، فأصبح وجودنا باحتا في عيون الآخرين، وهناك ابتعاد لأننا استهلكنا طاقتنا مع الآخرين بدون فائدة، وهناك ابتعاد عن القيل والقال والظنون السيئة، وكنا نظن أننا لن نعود فتعلمنا، أن بعض دروس الحياة قاسية جدا نستوعبها بعد أن خسرنا الجزء الأجمل والأكبر من حياتنا..!!
وقد يكون الابتعاد خارج عن إرادتنا، وقد تكون بأيدينا نحن مَن نرسم طريق البعد بكل دقة..!!
قد يكون الابتعاد لإعادة حسابات الحياة والوقوف من جديد، وأحيانا الابتعاد يأخذك إلى عزلة وشعور بفتور من ناحية الجميع، فالعزلة شيء موجود في الطبيعة البشرية وهي طريق للوصول إلى الروح وإن كانت متعبة لتعود من جديد بكامل قواها..!!
فالابتعاد قد يبدو أمرا فظا لكنه لازم لإظهار بعض القوة للتحكم بالموقف، في حياتك قد تقابل أشخاصا مختلفين: يجد البعض منهم صعوبة في احترام حدود الآخرين، والبعض يعول عليك ويتطلب الكثير من الوقت أما البعض الآخر منهم مَن يستغلونك لمصلحتهم..!!
بعض الفلاسفة قالوا ومنهم «إرنست همينغوي»:
«ابتعادنا عن البشر لا يعني كرها أو تغيرا، العزلة وطن للأرواح المتعبة..».
وعن جبران خليل جبران:
مسطرا البعد بشكل خاص فيه: «البعض نحبهم لكن لا نقترب منهم.. فهم في البعد أحلى وهم في البعد أرقى.. وهم في البعد أغلى».
قد نحتاج أحيانا الابتعاد عن الأماكن، التي تعلقنا بها في هذه الحياة، فلا نستطيع الاستمرار فيجب الابتعاد، فالبعد لا يتوقف على المكان، بحيث قد يكون هناك شخص بعيد عنه ولكنه الأقرب إلى قلبك..!!
لا يؤلم البعد أحيانا ولكن الذي يؤلم الذكريات، التي قضيتها في هذه الأماكن ومع هؤلاء الأشخاص..!!
فالابتعاد لا يعني أننا كرهناهم، قد نبتعد لأننا أحببناهم كثيرا، فأصبح الابتعاد مناسبا أكثر..
شمعة مضيئة:
«عوّد نفسك دائما على مصادقة نفسك لوحدك وكن صديقا لها، فحكمة القدوم للحياة وحيدا ومغادرتها بالطريقة نفسها لم تأت من فراغ، فهي حكمة إلهية..».
«من محطة سر الابتعاد أحدثكم..».
@Sa_Alaseri