حذر فريق من الخبراء من أن يتسبب الاحترار العالمي بأكثر من درجتين مئويتين، في ذوبان أكبر غطاء جليدي على الأرض في القارة القطبية الجنوبية، ما سيتسبب برفع منسوب مياه البحر عدة أمتار.
وأكد الباحثون أن السيطرة على الوضع لا تزال ممكنة، وأنه في حال استمرت وتيرة الاحترار بالتزايد لتتخطى الدرجتين المئويتين، قد يساهم الغطاء الجليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية بارتفاع مستويات سطح البحر بأمتار عدة في غضون بضعة قرون فقط، على ما ذكرت دراسة أجرتها جامعة دورهام في المملكة المتحدة ونشرت الأربعاء.
وإذا لم يتخط الاحترار المناخي درجتين مئويتين ستساهم الطبقة الجليدية في إبقاء مستوى سطح البحر عند أقل من نصف متر بحلول عام 2500، بحسب ما أشار معدو الدراسة، وبينهم علماء من المملكة المتحدة وأستراليا وفرنسا.
وقال معد الدراسة الرئيسي البروفيسور كريس ستوكس من قسم الجغرافيا في جامعة دورهام إنّ "الاستنتاج الرئيس الذي توصلنا إليه من خلال الدراسة هو أنّنا لا نزال قادرين بشكل كبير على التحكم بمصير الغطاء الجليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية".
وأضاف أن هذا الغطاء الجليدي هو الأكبر على الأرض ويحوي كمية من المياه كفيلة زيادة منسوب البحر 52 مترا، مشيرا إلى أهمية تفادي ذوبان "هذا العملاق النائم".
ودرس الباحثون الذين نُشرت نتائج دراستهم في مجلة "نيتشر" كيف يستجيب الغطاء الجليدي لموجات الحر الأخيرة وعاينوا الأماكن التي تشهد حاليا تغييرات فيه.
وحللوا كذلك عمليات محاكاة حاسوبية لمعاينة الأثر الذي تتسبب به مستويات عدة من غازات الدفيئة المنبعثة ودرجات الحرارة على الغطاء الجليدي بحلول الأعوام 2100 و2300 و2500.
وأعادت البروفيسورة نيريلي أبرام من الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا التذكير بـ"عبرة أساسية استُخلصت من الماضي وتتمثل في أن الغطاء الجليدي شرق القارة القطبية الجنوبية يتأثر بشكل كبير في الاحترار المناخي حتى لو كانت درجات حرارة الأخير محدودة"، مضيفة أن "هذا الغطاء الجليدي ليس مستقرا ومحميا كما كنا نعتقد سابقا".
وأكدت أن "أمامهم حاليا فرصة ضئيلة جدا للحد سريعا من انبعاثات غازات الدفيئة والحد من الاحترار العالمي والحفاظ على طبقة الجليد في القارة القطبية الجنوبية".
ويشير البرنامج الأوروبي لرصد الأرض "كوبرنيكوس" إلى أن الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية شهد أدنى مستوى له تسجله الأقمار الاصطناعية خلال يوليو الماضي منذ 44 عاما.