@Fahad_otaish
ردة الفعل التي لقيها مقال الأسبوع الماضي بعنوان (العيال كبرت) شجعتني على الكتابة على نفس المنوال حول المسرحية المشهورة مدرسة المشاغبين، والقاسم المشترك من وجهة نظري بين المسرحيتين اللتين ما زالت محطات التلفزة العربية تبثهما مرة تلو المرة وفي كل مرة تلقيان نفس الإقبال من المشاهدين القاسم المشترك بينهما فيما أظن هو تأثيرهما السلبي على سلوك الأفراد وخاصة المراهقين، ففيما يسخر الأبناء من والدهم في المسرحية الأولى (العيال كبرت) فإن الطلبة في الثانية يحيكون المؤامرات والمقالب للمعلم وناظر المدرسة حسن مصطفى (المدير) ثم المديرة فيما بعد سهير البابلي، مما قد يتسبب في محاولات المراهقين والشباب في محاكاة هذه المواقف، والتصرف بنفس الطريقة مع معلميهم ومديري مدارسهم، خاصة وهم يرون هذا الإقبال من سائر الأعمار على مشاهدة المسرحيتين. ومدرسة المشاغبين هي مسرحية كوميدية مقتبسّة عن فيلم بريطاني عرضت لأول مرة في أكتوبر 1971 م من بطولة فرقة الفنانين المصريين المتحدين التي تضم سعيد صالح وعادل إمام ويونس شلبي وأحمد زكي وحسن مصطفى وسهير البابلي وهادي الجيار وهي من تأليف الكاتب المصري علي سالم، وتتلخص أحداث المسرحية في خمسة من الطلبة المشاغبين يجتمعون في فصل واحد في المدرسة التي لا يستطيع فيها الناظر (المدير) أن يسيطر على شغبهم، بل إنهم يظهرون تفوقهم عليه في أكثر من موقف فيضطر مدير المنطقة التعليمية إلى إرسال معلمة كي تعمل على تهذيب سلوك هؤلاء الطلاب لكن الأشقياء يستمرون في شغبهم ويتسببون لها بالكثير من المصاعب ومع ذلك فهي تستطيع في نهاية الأمر أن تسيطر على الأحداث في المدرسة، والمسرحية زاخرة بالمواقف الكوميدية الساخرة، وقد كان هذا الأمر هو سبب شهرتها وانتشارها وإقبال الجمهور على مشاهدتها كما كانت المسرحية سببا في شهرة أبطالها حتى غدوا نجوما في المسرح المصري يُشار إليهم بالبنان، بل لم يكد بيت في العالم العربي إلا وشاهد أصحابه هذه المسرحية أكثر من مرة خاصة أنه تم عرضها بصورة متكررة على الشاشات العربية كافة ولا تزال هذه الشاشات تكرر عرضها حتى اليوم، وقد كان النجاح الذي لقيته هذه المسرحية هو سبب قيام أصحابها بتكوين فرقة خاصة بهم وتأليف العديد من المسرحيات على منوالها ومنها المسرحية التي تحدثنا عنها الأسبوع الماضي (العيال كبرت)، والقيام بالبطولة المطلقة فيها ثم تحولت المسرحية إلى فيلم سينمائي وأخيرا تم بثها بصورة ملونة بعد أن كانت بالأبيض والأسود.. لست ناقدا مسرحيا حتى أتناول هذا الموضوع تناولا فنيا لكنني أتناول مضمون هذا العمل الفني من ناحية تربوية سلوكية حيث إن هذه المسرحية والمسرحية الأخرى (العيال كبرت) والتي جاءت بعدها كانت لها تأثيرات سلبية في سلوك الشباب والمراهقين الذين استهواهم أن يمثلوا شخصيات هذه المسرحية في التعامل مع المعلم وناظر المدرسة والمقالب التي يديرونها لهم، ولذلك فإنني أدعو إلى دراسة أي نص مسرحي بصورة متأنية مع العناية بما يمكن أن يؤثر به على سلوكيات الأفراد بما في ذلك السخرية من الأب والأسرة في الثانية ومن المعلم والناظر (مدير المدرسة) في المسرحية الأولى حتى نتجنب تأثيرات مثل هذه المسرحيات السلبية في سلوك الشباب والمراهقين وهذا بيت القصيد.
@Fahad_otaish
@Fahad_otaish