لا فتيات في مدارس هذه المدينة!
مع بداية العام الدراسي الجديد كانت المدارس المتوسطة والثانوية مستعدة لاستقبال الطلاب، والفتيات متحمسات لأنهن سيذهبن إلى فصولهن ويعُدن إلى التعلم والاكتشاف، قبل أن يُصدمن بقرارات جديدة.
فقد أعلنت حركة طالبان وقتها تأجيل فتح مدارس الفتيات، وأنها ستظلّ مغلقة حتى توضع خطة لقيادتها، ما جعل الفتيات يعدن إلى ديارهن وبدّل حماسهن إلى خيبات أمل، ومنذ ذلك اليوم استمر هذا الوضع إلى الآن.
البُرقع للمذيعات والشغل للذكور فقط!
بعدها بأسابيع فرضت طالبان على النساء ارتداء البرقع الذي يغطيهن بالكامل في الأماكن العامة، ما اعتُبر أحد أقسى القيود المُطبقة على النساء الأفغانيات.
إضافة إلى ذلك، مٌنعت النساء من الوظائف الحكومية والسفر بمفردهن خارج مدنهن، وطُلِب منهن إرسال السير الذاتية لأقاربهن الذكور لأخذ أماكنهن في العمل.
تزامنًا مع ذلك، أمرت طالبان المذيعات في القنوات الفضائية بتغطية وجوههن في أثناء الظهور على الهواء، وبعدها أطلَّت الإعلاميات كاشفات فقط عن العيون والجبين في القنوات الأفغانية كافة.
محاولات ذاتية لتعليم الفتيات
داخل منزل في العاصمة كابول، تجمَّع العشرات في مدرسة غير رسمية أنشأتها "سودابا نازهاند"، حيث تدرِّس هي وأختها اللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات للفتيات اللائي يجب أن يكنّ في المدرسة الثانوية.
تقول نازهاند: "عندما قرّرتْ حركة طالبان انتزاع حقوق التعليم والعمل من النساء، أردتُ الوقوف ضد قرارهم بتعليم هؤلاء الفتيات".
مدارس سرّية تتحدى قيود طالبان
مدرسة سودابا نازهاند واحدة من عدة مدارس سرّية وغير رسمية بدأت تظهر منذ سيطرة طالبان على البلاد.
ورغم أن طالبان سمحت للفتيات بالاستمرار في الالتحاق بالجامعات، فإن هذا الاستثناء سيصبح بلا جدوى عندما لا يكون هناك مزيد من الفتيات المتخرجات في المدارس الثانوية.
بعد شهر من استيلاء طالبان على السلطة، بدأت المعلمة الشابة تعليمَ أطفال الشوارع القراءة مع دروس غير رسمية في إحدى الحدائق. بمرور الوقت انتقلت الدروس إلى أحد المنازل التي لا تعرف السلطة مكانها، وضمت مزيدًا من الفتيات، حتى بلغ عددهن الآن نحو 250 طالبة، من بينهن 50 أو 60 تلميذة فوق الصف السادس.
تقول نازهاند: "أنا لا أعلّمهن المواد الدراسية فحسب، بل أحاول أيضًا تعليمهن كيفية القتال والدفاع عن حقوقهن"، مشيرة إلى ضرورة المكافحة والتعلم ورفع أصواتهن بأي طريقة ممكنة.