وفي التربية، فإن التعامل بين أفراد الأسرة يؤثر سلبا أو إيجابا على الصغير قبل الكبير. ومن الضروري جدا أن يركز الأبوان على تربية وتعليم أطفالهما معنى الاحترام اللفظي والفعلي، لأن الانطباع الأول -أحيانا- يؤثر بشكل أو بآخر. في البداية، على الوالدين تعليم أطفالهما كيفية احترام الأنظمة وخصوصية الأفراد في الأسرة الواحدة، فالأنظمة التربوية التي يحددها الأبوان تساعد الأطفال على إدراك معنى الالتزام وأهميته لضبط تصرفاتهم بناء على قدرتهم واستيعابهم لمفهوم الضبط والانتظام.
ثانيا، الإشراف والتوجيه بعيدا عن فرض الأمر وقوة السيطرة على تصرفات الأطفال أو سلوكهم. فالعفوية في التعامل سواء باللفظ أو الفعل عند الأطفال تعتبر أمرا طبيعيا وعلى الأبوين مراعاة ذلك. وينبغي أن يعي الأبوان أهمية المراقبة عن كثب وكيفية التوجيه بالأساليب الصحيحة والتي تتناسب مع شخصية الطفل والمواقف.
ثالثا، الهمز واللمز والتنمر الحاصل من البعض إما من باب الفكاهه أو استخدامها كثقافة متوارثة عند بعض الفئات مع الأسف. فتوعية الأطفال بالأساليب السلبية وتأثيرها على نفسية الطفل والآثار المترتبة عليها، تساعد على توسع إدراك الطفل بخطورتها وضرورة نبذ من يتعامل بها أو إرشاده.
رابعا، يجب أن يراعي الأبوان مستوى قوة أو ضعف شخصية الطفل ليتم التعامل معه تدريجيا في كيفية تعديل سلوكه ابتداء من احترام الذات أولا وتقديرها. ليكون قادرا بعد ذلك على احترام الآخرين وتقديرهم، لأن العائد من تقدير الذات سينعكس إما سلبا أو إيجابا على مستوى الاحترام بالنسبة للآخرين.
خامسا، التركيز على الأخلاق وتفعيلها بالتعامل بين أفراد الأسرة واستخدامها كسلاح إما للأخذ أو العطاء. فمن الجميل أن يتربى الطفل ويتعلم على أن الأخلاق هي المفتاح السحري في التعامل مع المحيط، وعليه فإن ربح العلاقات وخسارتها مبنية على مستوى التحلي بالأخلاق الحسنة. وفي النهاية فإن للاحترام قوة، وتواجدها في الذات وقوة حضورها تلزم الآخرين بالتعامل بمثلها وإن اختلفت الطرق والمستويات.