ويليام روتو.. بائع الدجاج الذي أصبح رئيس كينيا

داخل كشك صغير في قرية هادئة بكينيا، وقف صبي يبيع الدجاج لكسب المال، لعله يستطيع تدبير قوت يومه وسط ظروف معيشية قاسية، متمسكًا بحلمه بأن يصبح ذو شأن كبير.
كبر الصبي ويليام روتو، وأصبح رئيسًا لدولة كينيا بعد مشوار مليء بالكفاح والصبر والنجاح، بات الرجل الذي سيقود واحدة من أبرز الدول في شرق أفريقيا.
فاز روتو بانتخابات صعبة للغاية، فحصل على 7,18 مليون صوت بنسبة 50,49 %، مقابل 6,94 مليون صوت بواقع 48,85 % لمنافسه السياسي المخضرم رايلا أودينجا، وأظهرت النتائج الرسمية أن الرئيس الجديد حقق المكسب في معاقل خصمه.
صاحب الـ 55 عامًا أصبح خامس رئيس لكينيا منذ إعلان الاستقلال، كما فاز حزبه تحالف كينيا كوانزا "كينيا أولاً"، بأغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ الكيني.

من الفقر إلى قمة السلطة

ولد ويليام روتو في 21 من ديسمبر عام 1966، ونشأ في مزرعة صغيرة لعائلته في وادي ريفت بكينيا، وقد استغل صعوبة نشأته كونه بائع دجاج في صغره خلال حملته الرئاسية، فوصف نفسه بأنه "محتال كيني" انتشل نفسه من الفقر إلى قمة السلطة في بلاده.
رغم الفقر المدقع الذي أحاط بأسرته، فقد سعى روتو لنيل مستوى تعليمي جيد، ودرس علم النبات والحيوان في الجامعة، وحصل لاحقًا على درجة الدكتوراه في علم البيئة النباتية.
في فترة التسعينيات، حوّل تركيزه إلى السياسة، فكان ظهوره الأول بالحملة الانتخابية للرئيس السابق دانيال أراب موي في انتخابات عام 1992، وأظهر روتو نشاطًا كبيرًا في جامعة نيروبي.
أثر موي في حياة روتو السياسية، وهو ما أكده الرئيس الكيني الجديد في تصريحات سابقة لوسائل إعلام محلية، عندما قال: لقد عرفني موي من خلال الجامعة عندما كنت قائدًا للكنيسة، واهتم بي وعرّفني على السياسة وغرس فيّ ثقافة القيادة الخادمة".

الارتقاء في المناصب الكينية

وشهد عام 1997 ترشحه للمقعد البرلماني لدائرة إلدوريت الشمالية، التي فاز بها، وكانت هذه انطلاقته للارتقاء في المناصب، كما أعيد انتخابه نائبًا في البرلمان عام 2002.
واجه روتو خلال مسيرته الكثير من الأزمات، واتهم من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لإثارة العنف العرقي بعد انتخابات 2007، ومع ذلك تم إسقاط التهم في وقت لاحق، كما تمت تبرئته من تهم فساد في عام 2011 .
حاول الفوز من قبل برئاسة كينيا في عدة مناسبات بائت جميعها بالفشل، فقد أعلن لأول مرة عن نيته الترشح للرئاسة في عام 2006، لكنه خسر ترشيح حزبه.

نائب الرئيس

وفي عام 2013، أعلن ترشحه للرئاسة مجددًا، لكنه وضع هذا الطموح جانبًا، وانضم إلى الرئيس السابق كينياتا لتشكيل حزب اليوبيل.
وبعد فوز كينياتا بالرئاسة في إبريل عام 2013، أدى روتو اليمين نائبًا للرئيس، واستمر ذلك لمدة خمس سنوات، قبل أن تتوتر علاقته بالقيادة السياسية ويفقد بعدها صلاحيات منصبه.
"كانت هناك تنبؤات بأننا لن نصل إلى هنا، لكن .. نحن هنا الآن"، كلمات اتسمت بالحماس من الرئيس الكيني الجديد، الذي بدأ عهدًا جديدًا في ظل صعوبات اقتصادية كبيرة تواجه البلاد، بما في ذلك الديون المتزايدة، وارتفاع أسعار الغذاء والوقود، والبطالة المتصاعدة بين الشباب، فضلاً عن أعمال العنف التي اندلعت عقب إعلان النتيجة من جانب المعارضة.