وبين أن دأب الصالحين من المؤمنين والمؤمنات، الالتجاء إلى الله، وتفويض الأمور إليه، واستشعار قربه، واصطحاب الأنس بلطفه ورحمته، ففي صحيح البخاري، في قصة هاجر زوج إبراهيم عليه السلام، عندما وضعها الخليل في صحراء جرداء، لا زرع فيها ولا ماء، ولا أنيس ولا جليس، فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الموضع، ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وهو لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذاً لا يضيعنا.
وفي المدينة المنورة، بيَّن إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن حميد أن الحياء صفة من صفات الله عز وجل. وقال: «إن حياء الله لا تدركه الأفهام ولا تكيفه العقول فهو حياء كرم وبر وجود وجلال.. إن الله جل وعلا حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا ويستحيي أن يعذب ذا شيبة شابت في الإسلام».