قال عضو الجمعية السعودية للاقتصاد د. عبدالله المغلوث: إن قطاع السياحة يعتبر رافدًا للاقتصاد الوطني، وإن رؤية المملكة 2030 دعمت هذا الجانب بشكل كبير، فهناك مبادرات عاجلة، منها بعض المهرجانات التي تُقام في المدن، خاصةً خلال المناسبات الوطنية والأعياد، وإن المشروعات السياحية ضخمة وكبيرة، وتعلن عن نتائجها بعد فترة، مضيفًا: أضحت جهود المملكة العربية السعودية في تطوير ورسم مستقبل السياحة واضحة وجلية، وذلك من خلال إقامة مشروعات كبرى.
البيئة المحيطة
وأوضح أن صناعة السياحة تتأثر بملامح البيئة الطبيعية المحيطة التي تؤدي دورًا مهمًا لا يمكن إغفاله في توزيع مواقع وأمكنة الاستجمام السياحي، وفي تحديد أنماط السياحة، ومحاور تدفق السياح، ومدة الإقامة، وموسمية الطلب السياحي والترويح، إضافةً إلى أن البيئة الطبيعية من حيث الموقع والطقس والمناخ والطبيعة الجغرافية للسطح والمياه والحياة النباتية والحيوانية تهيئ ملامح يبحث عنها السياح للاستمتاع بها، وممارسة الأنشطة المختلفة، وهي عوامل يمكن ملاحظة بعضها بصورة مباشرة.
تميز الشرقية
وأكمل: امتازت المنطقة الشرقية؛ نظرًا إلى اتساع مساحتها، بتنوع تضاريسي وبيئي ومناخي ميزها بمواقع صالحة للسياحة والتنـزه، يأتي في مقدمتها السواحل المطلة على الخليج العربي من رأس الخفجي شمالا إلى سلوى جنوبًا، تكتنفها شواطئ رملية ضحلة قليلة العمق رائعة صالحة لممارسة الرياضات البحرية المختلفة كالسباحة والغطس والتزلج على المياه والتنـزه، وتحظى المنطقة بمقومات السياحة التي تفوق في نوعيتها ما يتوفر لبعض الدول المسيطرة على السياحة في المنطقة، في الوقت الذي يمثل فيه موقعها الجغرافي بالنسبة لمناطق المملكة، ولدول الجوار عامل جذب استثنائيا.
منافسة قاتلة
ولفت إلى أن السياحة العائلية الآمنة والممتعة هي ما يبحث عنها السائح في الداخل والخارج، وهي مفتاح النجاح في القطاع السياحي، وهو ما يقود إلى السؤال الأهم «ما المشروعات السياحية التي تبحث عنها المنطقة؟»، مؤكدًا أن عشوائية المشروعات قد لا تحقق الهدف، وتتسبب في خلق منافسة قاتلة للقطاع الوليد.
التكامل والشمولية
وأكد أن التركيز على قطاع الإيواء بمعزل عن قطاع الترفيه لا يحقق التكامل والشمولية، وتحقيق التنمية السياحية النوعية الجاذبة والداعمة للاقتصاد والتنمية الشاملة، وأن تنفيذ المشروعات السياحية الخاصة الموجهة لشريحة الأغنياء تتسبب في حرمان شرائح المجتمع الأكبر منها، وتركيز المشروعات في محافظة أو مدينة يحرم باقي المدن من مكاسبها.
مخرجات التنمية
ولفت إلى أخطاء مختلفة قد تتسبب في ضعف مخرجات التنمية السياحية، ويمكن تفاديها من خلال وضع إستراتيجية سياحية للمنطقة، تقوم على إعدادها إحدى الشركات العالمية المتخصصة في قطاع السياحة، بعد دراستها المنطقة، واطلاعها على مقوماتها، والبحث في احتياجاتها، ومن ثم وضع إستراتيجية التطوير السياحي القادرة على وضع المنطقة الشرقية في مقدمة الوجهات السياحية.
صناعة احترافية
واختتم: السياحة باتت صناعة احترافية تتطلب الكثير من التخطيط والجهد والمال والعمل، ولعل الهيئة العامة للسياحة والآثار أدركت مبكرًا هذا البعد المهم، وحرصت على وضع إستراتيجيتها الاحترافية الشاملة للقطاع، وربما بعض المناطق، إلا أن المناطق الأخرى، ومنها المنطقة الشرقية، تحتاج أيضًا إلى دراسات عالمية موسعة تقدم المشروعات المطلوبة، ونوعيتها، وتوزيعها الجغرافي، وتضع خطة زمنية لتنفيذها ومسؤولية القطاعين الحكومي والخاص تجاهها، واحتياجات البنى التحتية والتطوير الشامل.
مجمع الدوائر الحكومية
أكد مؤسس إحدى الشركات في الدمام «عبدالعزيز الطيران» أنه بالرغم من أن التحول الرقمي في غالبية الخدمات الحكومية أسهم في تقليل الحاجة لمراجعة الدوائر، إلا أنها لا تغني عن الزيارة الفعلية للفروع الرئيسية، وذلك بسبب الحاجة لقضاء بعض الأعمال، الأمر الذي يستدعي زيارة أكثر من دائرة حكومية لإنجاز المعاملات، ويستغرق أوقاتا طويلة لإنجازها أو تقسيمها على أيام متفرقة؛ نظرًا لتباعد مواقعها الجغرافية بين الدمام والظهران والخبر، مقارنة بالمعاملات في مدينة الجبيل، والتي يكون إنجاز المعاملات بها أسهل وفي وقت أقصر؛ لتواجد جميع الدوائر الحكومية في مجمع واحد.
تخطيط ذكي
وذكرت مديرة مدرسة الأحساء النموذجية لتعليم قيادة السيارات للسيدات «طرفة الفويرس» أن ضم جميع الدوائر الحكومية في مجمع واحد، كما هو في مدينة الجبيل، يُعد أمرًا في غاية الأهمية، من خلال تخطيط حديث ذكي يحاكي تطور العصر الحالي، والذي يهتم باختصار وقت الأفراد، ويلبي كافة احتياجاتهم، وعدم اضطرارهم للخروج المتكرر من الأعمال؛ نظرًا لتواجدها في مكان واحد، موضحةً أن له منافع اقتصادية عديدة تعود على الفرد، منها اختصار قطع المسافات بين المناطق لإنجاز المعاملات في الفروع الرئيسية، وبالتالي تقليل استهلاك الوقود، وأن إنشاء مبنى مماثل للدوائر الحكومية يُعد مطلبًا أساسيًا؛ لتحقيق مصلحة الجميع.
مسافات طويلة
وأبدت المواطنة «زينب آل خاتم» إعجابها بفكرة مجمع الدوائر الحكومية في الجبيل، والذي يختصر أوقات المستفيدين، وينجز أعمالهم في مبنى واحد، ولا يضطرهم لقطع مسافات طويلة بين الجهات، بعد تجربتها في زيارة أكثر من جهة حكومية في المنطقة الشرقية لإنجاز معاملات تحويل رخصة القيادة التي استخرجتها من خارج المملكة.
حلول مبتكرة
أكد باحث الدكتوراه في تخطيط المدن بدولة هولندا ماجستير التخطيط الحضري المستدام «عبدالرحمن الصايل»، أن عدد سكان حاضرة الدمام نما بسرعة منذ منتصف السبعينيات، منذ عام 1974، تضاعف سبعة أضعاف، من 263.000 نسمة، إلى 1.9 مليون نسمة، اعتبارًا من عام 2019، وأنه إذا استمر هذا المعدل، فمن المتوقع أن يصل عدد سكان الحاضرة إلى 3.05 مليون في عام 2040، وهذا يعني زيادة بنحو 1.16 مليون شخص على مدى السنوات الـ 21 المقبلة، بزيادة قدرها 62% عن عدد سكان اليوم.
زيادة هائلة
وأضاف: تزيد هذه الزيادة الهائلة في عدد السكان من المخاوف بشأن الضغط الذي سيتم فرضه على المساكن والبنية التحتية والخدمات القائمة، ولمواكبة هذا النمو المتسارع تمت الاستعانة بأداة النطاق العمراني لضبط وإدارة التنمية ومنع التمدد والزحف العمراني في ضواحي الحاضرة بدون بنية تحتية حضرية كافية، إلا أن أنظمة استعمالات الأراضي ومراقبة المباني قد سهلت التمدد والزحف العمراني بعيدًا عن وسط الدمام، ولقد لعب الضغط من قبل القطاع الخاص وسوق المضاربة في الأراضي دورًا مهيمنًا في تحديد حدود نطاق التنمية الجديد، حيث تمت الموافقة على 92.5% من المناطق للمنازل المنفصلة ذات الكثافة المنخفضة والمكونة من طابقين، ما أدى إلى استخدام كميات كبيرة من الأراضي للأغراض السكنية، وعلى الرغم من الارتفاع النسبي لمستوى دخل الأسرة في الدمام، فإن أسعار هذه الفلل استبعدت شريحة كبيرة من السكان، لا سيما ذوو الدخل المنخفض والشباب.
مساهم رئيسي
وتابع: بلغت نسبة الأراضي غير المنمّاة في الحاضرة 46% من مساحة الحاضرة، وهي المساحة المكونة من الأراضي البيضاء الناتجة عن الاحتكار والمضاربة العقارية ومحجوزات القطاع الخاص والخدمات الحكومية والتي تبلغ مساحتها 96.300 هكتار، والتي تعادل حجم العديد من المدن الكبرى في العالم، مضيفًا: يمكننا مقارنتها مع مدن مثل برشلونة «10.200 هكتار»، وباريس «10.500 هكتار»، مانهاتن «7.100 هكتار»، وبالتالي فإن مساحة تسع مدن بحجم برشلونة وباريس تعادل مساحة الأراضي غير المنمّاة في حاضرة الدمام، كما أنها تعادل 13 مدينة بحجم مانهاتن، وتعد هذه النسبة المرتفعة مساهمًا رئيسيًا في النقص المتزايد في المساكن.
الزحف العمراني
وأشار الصايل، إلى أن مبادئ موئل الأمم المتحدة للتنمية الحضرية المستدامة تنص على أن المدن يجب أن تحافظ على كثافة موصى بها لا تقل عن 150 شخصًا لكل هكتار، ووفقاً لهذا المعيار، وفي حال تطبيق الكثافة الموصى بها من قبل موئل الأمم المتحدة على الوضع الحالي للأراضي غير المنمّاة المتاحة في المنطقة الحضرية في مدينة الدمام، فإنها يمكن أن تستوعب حتى 7.590.000 شخص، وستساعد عمليات التكثيف في مناطق معينة على تحفيز التآزر العمراني بين الأجزاء المختلفة من المدينة، وقيام المشاريع الكبرى، الأمر الذي سيخلق بدوره فرصًا لمختلف الطبقات الاقتصادية في المجتمع، بما يقلل من أنشطة الزحف والتمدد العمراني عن طريق إعطاء الأولوية لتجديد المناطق الحضرية واتباع أساليب التنمية والتطوير على الأراضي الفضاء داخل النسيج العمراني بدلاً من تعزيز أنشطة التوسع الحضرية.
تلبية الطلب
واستطرد إن هيئة تطوير الشرقية والأمانة يسعون لإعادة النظر بشكل جدي نحو إشكاليات المخطط الحالي وتلبية الطلب المتزايد على المساكن، وقد تحتاج هذه الجهات لمزيد من اللامركزية المالية والاختصاص التشريعي لتسهيل الحلول المستقلة والمبتكرة للمشكلات المكانية، وتدعم ذلك «الأجندة الحضرية الجديدة»، التي تنص على أن عمليات التخطيط والتصميم الحضري الإقليمي يجب أن تقودها الإدارات على المستوى الإقليمي، كما أن تنفيذها يتطلب التنسيق مع جميع الجهات الحكومية، فضلاً عن مشاركة المجتمع المدني، والقطاع العام والخاص والجهات المعنية الأخرى.
خدمات المطارات
قال الأكاديمي بكلية الأعمال بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. سامر الحماد: إن وضع المطارات في المملكة في تحسن بشكل عام، مع ضرورة مضاعفة الخدمات المقدمة، خاصة مع الطلب الكبير، مطالبًا بوضع أهداف واضحة وإستراتيجيات، في ظل طلب جميع المدن بوجود مطارات، وإن كانت صغيرة أو محدودة، وإن هذه المطارات تتطلب وجود خدمات لوجستية خاصة بتلك المدن.
تكلفة عالية
وأضاف: إذا نظرنا على سبيل المثال في أوروبا، نجد أن المدن والدول الأوروبية بها شبكة قطارات وطرق جيدة، ما يجعل المطارات تقدم خدمات مكملة لتلك الشبكات، وذلك نظرًا للكلفة العالية لها، وفي أمريكا لا يوجد مطارات في كل المدن، بل يتم إقامة المطارات في المدن التي يكون فيها كثافة كبيرة من الحركة التي تستلزم وجود المطار.
توجه ذكي
وأوضح أن مطارات المملكة مدعومة من الحكومة، عدا ثلاثة مطارات تم تخصيصها، وهو توجه ذكي من الحكومة؛ لتخفيف العبء، من تكاليف تشغيل تلك المطارات، مكملًا: على سبيل المثال مطار الأحساء لو كان هناك كثافة لنقل الركاب والبضائع فإن المطار سيزدهر، وإذا كان خلاف ذلك ستتولى الدولة الدعم، ومطار القيصومة صغير جدًا للحصول على كثافة من الركاب أو البضائع، وكذلك مطار الجبيل، ما يجعل مطار الدمام الأفضل، خاصةً أن تكلفة التشغيل في المطارات النائية تكون عالية، مقارنة بالدخل.
شريحة كبيرة
وأشار إلى أن مطار الدمام قريب من مطار البحرين، الذي يستقطب شريحة كبيرة من المسافرين، مقترحًا أن يعمل مطار الدمام على زيادة الرحلات للدول الآسيوية، التي يكون فيها عدد العمالة كبيرا في المملكة، إضافة إلى محطات أوروبية، والتوجه للطيران الاقتصادي، بما يزيد الطلب.
المراكز الصحية
ذكرت استشاري الأمراض الباطنة بمستشفى الملك فهد الجامعي في جامعة الإمام عبدالرحمن د. عائشة العصيل، أن القطاع الصحي في المنطقة الشرقية متميز ومتقدم، وأن عدد المراكز الصحية فيه يغطي المدن الرئيسية بشكل كامل، ولكن عدد المراكز الصحية المتكاملة، والتي تكون فيها جميع التخصصات، يُعد على الأصابع -بحسب قولها-.
وأضافت: توجد خطط لتطوير المراكز، وشمولها جميع التخصصات، حتى يتم التقليل من التحويل إلى المستشفيات الكبيرة، ولكن للأسف نواجه مشكلة من المرضى، وهي التقليل من شأن المراكز الصحية، لذلك وجب وجود حملات تثقيفية مكثفة للمواطنين والمقيمين بأهمية وجودة الخدمات المقدمة من المراكز الصحية.
واختتمت: نتمنى وجود مركز صحي واحد يغطي المنطقة، تتوفر فيه الأشعة المقطعية والمغناطيسية، والذي سيحد من التحويلات إلى المستشفيات الرئيسية، وأيضًا وجود مركز صحي متخصص للحالات الطارئة، وعن طريقه يتم التواصل مع طوارئ المستشفيات، خاصةً في حالات الأورام الخبيثة.
البنى التحتية
قال عضو هيئة التدريس بقسم صحة البيئة في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. سعد الدهلوي: رغم أن المنطقة الشرقية تعتبر ضمن أجمل مناطق المملكة، إلا أن هناك بعض الإصلاحات في البنى التحتية التي يتوجب علينا الإشارة إليها، منها إصلاح بعض شبكات مياه الصرف الصحي المتهالكة والتي مضى على تغييرها عشرات السنوات، حيث إن تهالك شبكات الصرف الصحي قد يتسبب في انتشار الأمراض وانتشار الروائح الكريهة، وكذلك فإنها تتسبب في تهالك الطرقات، بما يشوه في المنظر الحضري.
ودعا أمانة المنطقة الشرقية للاستفادة القصوى من مياه الصرف الصحي المعالج، وذلك لري المسطحات الخضراء، والحدائق العامة، وزراعة المزيد من الأشجار في المناطق السكنية، وحول المدارس والمساجد والحدائق العامة، تماشيًا مع مبادرة السعودية الخضراء.
مواقف السيارات بالخبر
وأكد عدد من المواطنين استمرار مشكلة مواقف السيارات في محافظة الخبر، والتي تشمل عدم توفر طرق الدفع المختلفة، واستمرار احتساب المخالفات في أوقات الصلاة، إضافةً إلى احتساب 3 مخالفات في واحدة، وهي مخالفة الوقوف، وحجز السيارة، وقدوم الموظف.
حجز المركبات
وقال «أحمد الشهري»: إنه يتم توقيع المخالفات، حتى في أوقات الصلاة، وإن هناك استغلالًا - بحسب وصفه - في هذا الأمر، إضافةً إلى عدم وجود وقت كاف لمن يتوقف لدقائق، والذي يتفاجأ بتوقيع مخالفة عليه، إضافةً إلى حجز السيارة، والتي قد تكون لشخص من ذوي الإعاقة، مؤكدًا أن هناك مبالغة في المخالفات، وأن عدم تفعيل طرق الدفع المتنوعة، يجعل المشكلة مستمرة، خاصةً أنه لا يوجد دفع إلا عن طريق العملة المعدنية فقط.
مشكلات رئيسية
وبين «الحسن يماني» أن هناك مشكلتين رئيسيتين تواجهانهم، الأولى هي عدم وجود الدفع بالشبكة، أو أي طرق أخرى، وأن طريقة الدفع محصورة على العملة المعدنية فقط، وأن البعض خلال عملية بحثه عن عملة معدنية، يتفاجأ بحصوله على مخالفة، أو حتى حجز سيارته، موضحًا أن المشكلة الأخرى، هي مشكلة برمجية، وأن الشاشة تكون سوداء في المواقف، وعلى المستخدم تشغيلها بنفسه.
مضاعفة المخالفة
وأشار «زاهر الشهري» إلى أن هناك عشوائية في تنظيم المواقف، وأنه في بعض المرات تمر ساعة بدون مخالفة، وفي أوقات أخرى يُحتسب مجرد التوقف كمخالفة، موضحًا أنه بحكم عمله في محله، لا يتوقف في هذه المواقف، بل يذهب إلى إيقاف مركبته في مسافة بعيدة من أجل تجنب المخالفات.