بداية، يجب أن يعلم الجميع، أنه لن تستمر أي دولة على مستوى العالم دون هذه المتهمة.
أوضح الأستاذ يوسف خلوصي مدير عام البحوث بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة سابقا بجمهورية مصر العربية أن «البيروقراطية نظام إداري ضروري». وأنها هي جهاز الحكومة المسئول عن تحقيق أهداف الدولة، وبواسطته تنقل الدولة خدماتها إلى الشعب، وهي بذلك ضرورة لازمة لكل دولة لا يمكن الاستغناء عنها.
ولكن هذا المصطلح، والذي كان أول من استخدمه عام ١٧٤٥ الكاتب الفرنسي (ديغورنيه) عندما دمج بين كلمة«بيرو» التي تعنى المكتب، واصطلاح «كراتيا» الذي يعني الحكم باللغة اليونانية.
قد يتم وصفه في إحدى الدول بالبيروقراطية المثالية، وفي إحدى الدول الأخرى بالبيروقراطية الفاسدة.
فعلى سبيل المثال، تميزت بريطانيا ببيروقراطية مثالية، لأنها بدأت بإصلاح جهازها الإداري منذ سنة ١٨٥٥ بإنشاء لجنة الخدمة المدنية لاختيار الأفراد على أساس الكفاءة والصلاحية، وقد أدى ذلك إلى تكوين هيئة ممتازة للخدمة المدنية، كانت السبب في مساعدة الدولة البريطانية في كافة مجالاتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي اتسمت بيروقراطيتها في أول الأمر بالفساد، فقد كان الجهاز الإداري بها، خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، يمثل أسوأ حالات الفساد حتى تم استحداث قانون (باندلتون) للخدمة المدنية سنة ١٨٨٣ والذي يقوم على المنافسة في اختيار الأفراد على أساس الكفاءة، مما جعل من الجهاز الإداري قادرا على تحقيق أهداف الشعب وإرضائه.
إذن، لقد تبين مما سبق، أن البيروقراطية ليست هي المتهمة، وأن القائمين على اختيار الأفراد الذين سيقومون بأدوارهم في البيروقراطية هم المتهمون إذا أساءوا الاختيار.
يقول الصحابي الجليل أبو ذر: قلت يا رسول الله ألا تستعملني؟ فضرب بيده على منكبي ثم قال: «يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها» رواه مسلم.
لا أريد التشبه بالبيروقراطية البريطانية ولا البيروقراطية الأمريكية، كل ما علينا هو تطبيق البيروقراطية الإسلامية كما علمنا الحبيب المصطفى في حديث أبي ذر.
@salehsheha1