مشددا على أن وصول رئيس يتظلل بعباءة «حزب الله، خامنئي، الأسد» يعني أننا ذاهبون نحو حروب صغيرة لتصفية ما يمكن تصفيته وصولا إلى قيام «حزب الله» بإعلان البلاغ رقم 1 وهو إسقاط الجمهورية اللبنانية على طريق إحلال جمهوريته الإسلامية كما في إيران.. وهنا نص الحوار..
الانتخابات الرئاسية.. معركة «بكركي وحزب الله»
• شغلكم الشاغل اليوم هو الانتخابات الرئاسية، كيف تصف هذه المعركة؟
لا يوجد معركة في لبنان، بل هناك صراع بين أجنحة داخلية وأجنحة إقليمية دولية، وقد تكون من المرات القليلة في لبنان التي تشهد فيها معركة انتخابات الرئاسة تجاذبا دوليا، خصوصا وأن الانتخابات النيابية أفرزت ضبابية والتي حملت لغطا كبيرا حول دفة الأغلبية لمن؟ لهذا نحن نتخوف من عمليات اغتيال لبعض نواب المعارضة، وذلك يعود لاعتبار ميليشيا «حزب الله» أن استنساخ رئيس مثل ميشال عون في قصر بعبدا هو ديمومة واستمرارية للهيمنة ووضع اليد الإيرانية على البلد، لأن أي رئيس يتحلى بالحد الأدنى من السيادية اللبنانية والقرار الحر، أو أنه سيتمكن من أن يعيد التقارب العربي - اللبناني، أو الخليجي - اللبناني، تشكل هذه المواصفات نسفا لما اعتبره الإيرانيون أن وجود قوات «حزب الله» كوجود جيوشهم في لبنان.
• هل تهتم «حزب الله» بتنفيذ عمليات اغتيال قبيل الانتخابات الرئاسية؟
من لديه القدرة على القتل هو من يملك السلاح في لبنان، وأصابع الاتهام تتوجه إلى من لديه تاريخ في الاغتيال، فعلى الأقل هناك حكم صادر عن أعلى مرجعية قضائية دولية وهي المحكمة الخاصة بلبنان والتي أصدرت حكما مبرما بحق عناصر ينتمون إلى «حزب الله» باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأبى حسن نصر الله بأن يصفهم بعناصر خارجة أو غير منضبطة، لا بل تبناهم، وبالتالي من يقتل في لبنان هويته معروفة.
التمدد الإيراني في لبنان
• سبق وقلت إن المعركة هي بين «حزب الله» و«بكركي»، ماذا يعني ذلك؟
نعم، لأن الانقضاض على البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، ودفعه باتجاه تبديل مواقفه السيادية، أمر مرفوص ولا يمكن السكوت عنه، المساس ببكركي هو المساس بلبنان، فالحادثة التي تعرض لها الأسقف الماروني والتي قام بها «حزب الله» عبر إصدار الأوامر، بعد ساعات من إعلان بكركي المواصفات المطلوبة لرئيس الجمهورية، وهذه المواصفات لا تنطبق على المرشحين التابعين لمثلث «خامنئي، الأسد، نصر الله»، السؤال المطروح هو هل نصر الله لا يزال مصرا على مرشحيه الأساسيين أي سليمان فرنجية وجبران باسيل؟ إنني أخشى أن يكون «حزب الله» قد عمد بشكل مباشر إلى حرق هذين المرشحين، لا بل هو ذهب أبعد من ذلك، فلقد حرق اسم فرنجية في الانتخابات النيابية، لا بل هنالك تقليم أظافر للشخصيات المحسوبة على النظام السوري في لبنان، وقد تكون من المرات القليلة التي يحصل فيها عمليات استئصال للرموز التابعة للنظام السوري من داخل البرلمان اللبناني، هذا مؤشر يدل على تمدد إيراني كبير وهيمنة إيرانية تجلت في الانتخابات النيابية وتتجلى اليوم من خلال رفع إصبع نصر الله من جديد تهويلا وتهديدا للشعب اللبناني.
تغلغل «حزب الله» بالمخيمات السورية
• برأيك، ماذا يريد «حزب الله»؟
يسعى للذهاب إلى الاستحقاق الرئاسي بارتياح أكثر، هناك معلومات بأن «حزب الله» متغلغل في المخيمات السورية وهم قنبلة موقوتة، وهنا أتحدث عن السوريين الذين لديهم القدرة على الذهاب إلى الشام والعودة إلى لبنان بكل اطمئنان، وهؤلاء محسوبون على «حزب الله» وكأنهم ميليشيا تابعة له، لاستخدامها في أي لحظة، لهذا نحن يجب أن نتحضر للأسوأ لأن هذا الاستحقاق قد يحمل تطورات دراماتيكية، بقاء ميشال عون دقيقة واحدة في قصر بعبدا بعد انتهاء الولاية الدستورية يعني أننا ذاهبون إلى حالة تشبه 13 تشرين 1990.
رئيس لا ينتمي لـ «حزب الله»
• كيف ستتمكنون من الإتيان برئيس حاكم للبنان وليس محكوما لـ«حزب الله»؟
إذا لم تلتئم المعارضة للإجماع على شخصية واحدة لرئاسة الجمهورية وتبعد عنها تصفية الحسابات، وإلا فنحن ذاهبون باتجاه كارثة كبيرة جدا ولا أريد المبالغة والقول بأن وصول رئيس يتظلل بعباءة «حزب الله، خامنئي» عندها يعني أننا ذاهبون نحو حروب صغيرة لتصفية ما يمكن تصفيته وصولا إلى قيام الحزب بإعلان البلاغ رقم 1 وهو إسقاط الجمهورية اللبنانية على طريق إحلال جمهورية «حزب الله» تيمنا بالثورة في إيران.
• لا تسعون بكل جد إلى رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان، هل تعتقد أن أولى الخطوات الجدية تبدأ باسترجاع سدة الرئاسة؟
لا أعتبره احتلالا إيرانيا، لا بل هيمنة إيرانية من خلال المرتزقة في لبنان، والتي تحتله إلى أن «حزب الله» يحتل لبنان، لهذا يمكن القول إن «حزب الله» لم يعد لبنانيا وإن كان يحمل الهوية اللبنانية، إلا أنه إيراني بامتياز، فهو فصيل مسلح تابع للحرس الثوري الإيراني.
عون يتموضع في مستنقع 8 آذار
• كثر يؤمنون بأن الرئيس اللبناني ميشال عون سلم لبنان لإيران من خلال «حزب الله» وحوله إلى جهنم، ما رأيك؟
لم يسلم ميشال عون لبنان إلى «حزب الله»، لأن عون يعمل منذ سنوات طويلة لدى النظام السوري و«حزب الله»، فعندما عاد عون من فرنسا كان ذلك بصفقة بأن يتموضع داخل مستنقع 8 آذار، عون خلال عهده كان مجرد «ناطور» في بعبدا، لم يقدم أي شيء ولكنه قضى على الكثير من إنجازات غيره خلال هذا العهد، وفي الأيام الأخيرة نجده ينشغل في توزيع الأوسمة وإصدار مراسيم تجنيس.
• هل تخشى من تسوية إقليمية لبنانية قد تحصل وتكون محصلتها رئيسا جديدا على خطى ونهج عون؟
إذا تمكن النواب من الإحاطة بهذا المخطط وإحباطه، عندها سنتمكن من وصول رئيس إلى سدة الرئاسة ذي ملامح لبنانية، ويتحلى بالمواصفات السيادية، من المخزي والعار أن يتم تخيير اللبنانيين في العام 2022 بين شخصين (فرنجية وباسيل)، لا يحمل أي منهما مواصفات بديهية لأي رئيس لبناني فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو الناطق الرسمي باسم الجمهورية اللبنانية، من المؤسف وصول أناس فاسدين لا يشرفون الجمهورية.
المعارضة وإنجاح الاستحقاق الرئاسي
• ماذا يحتاج لبنان واللبنانيون لإنقاذهم من حكم «حزب الله»؟
هناك تواطؤ دولي ليس عن قصد لإيذاء اللبنانيين، لا أحد يمكنه فرض أي أمر على الشعب اللبناني، إن كان موحدا، البيت الذي ينقسم على نفسه مصيره الخراب، على القوى الحية والمعارضة والتي تؤمن بسيادة لبنان أن تضع نصب عينيها هدفا معينا لإنتاج هذا الاتحاد من أجل نجاح الاستحقاق الرئاسي، وهذا يعني أننا قادرون على إحباط أي مسعى بتغيير صورة ووجه لبنان.
• برأيك، متى ستكون ولادة الحكومة، وهل من مخطط للتمديد لعون؟
هناك مسعى من نجيب ميقاتي على إيجاد حكومة، إلا أن عون وضع لهذه الحكومة شروطا بحيث عندما يخرج من قصر بعبدا تكون لديه في هذه الحكومة اليد الطولى في هذه الحكومة .
• كيف ترى مستقبل لبنان، وهل من أمل في عودته إلى الحاضنة العربية؟
يمر لبنان في أصعب الظروف، لأن هناك خطرا على هوية لبنان وكيانه، إذا لم نتمكن من إدارة المعركة الرئاسية أي نحن أمام سنوات جحيم أخرى واستسلام كلي للبنان، نحن اليوم نحتاج إلى ثورة على الثورة للحفاظ على الكيان اللبناني وعدم السماح بسرقة هويتنا.