مسؤول أمريكي: إيران تنازلت عن مطالب رئيسية لإحياء الاتفاق النووي

أعلن مسؤول أمريكي، أمس، أن إيران تنازلت عن مطالب رئيسية لإحياء الاتفاق النووي، بما في ذلك طلبها إغلاق ملف تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن منشآتها النووية غير المعلنة.
وقال مسؤول أمريكي كبير بحسب ما ذكرت «رويترز»، إن إيران تخلت عن شروط أساسية لإحياء الاتفاق النووي الذي يهدف لتقييد برنامجها النووي، بما يشمل إصرارها على إنهاء مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعض التحقيقات المتعلقة ببرنامجها النووي، الأمر الذي يزيد احتمال التوصل لاتفاق.
وأضاف المسؤول الأمريكي أنه رغم أن طهران تقول إنه يتعين على واشنطن تقديم بعض التنازلات، فإنها تخلت عن بعض مطالبها الأساسية، وأضاف: «عادوا في الأسبوع الماضي، وتخلوا بشكل أساسي عن العقبات الرئيسية في سبيل إبرام اتفاق». وتابع بالقول: «نعتقد أنهم اتخذوا أخيرا القرار الصعب وتحركوا نحو احتمال العودة إلى الاتفاق بشروط يمكن للرئيس بايدن قبولها.. إذا كنا أقرب اليوم، فذلك لأن إيران تحركت. لقد تنازلوا عن القضايا التي كانوا يتمسكون بها منذ البداية».
قائمة الإرهاب
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن إيران تراجعت إلى حد كبير عن مطالبتها بإزالة الحرس الثوري من قائمة منظمات الإرهاب، وقال: «قلنا إننا لن نفعل ذلك في ظل أي ظرف. استمروا في تقديم الطلب. ومنذ شهر بدأوا في تخفيف تمسكهم بهذا الطلب الأساسي وقالوا إنه يمكنكم إبقاء التصنيف لكننا نود رفعه عن عدد من الشركات التابعة للحرس الثوري الإيراني.. قلنا: (لا.. لن نفعل ذلك)».
وعن مطالب إيران بإغلاق التحقيقات المتعلقة بآثار اليورانيوم مجهولة المصدر، قال المسؤول الأمريكي: «إيران تريد ضمانات بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستغلقها جميعا.. قلنا إننا لن نقبل ذلك أبدا». وقال المسؤول: «ندرس رد إيران الآن وسنعود إليهم قريبا».
مواقع مشبوهة
من جهته، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافييل غروسي، أمس، أن التحقيقات مستمرة حول 3 مواقع إيرانية مشبوهة، عثر فيها سابقا على بقايا مواد نووية، وأكد أن هذا الملف منفصل عن ملف مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، نقلا عن «العربية».
وأكدت الوكالة في تقارير عدة سابقا، أن السلطات الإيرانية لم تقدم أجوبة واضحة وشافية حول المواقع الثلاث المشبوهة، وشددت على أنها لن تسقط تلك التحقيقات إطلاقا إلا إذا تلقت أجوبة واضحة من النظام في طهران حول تلك المواقع.
وأوضح غروسي، مساء الإثنين، أن مفتاح هذا الملف بين أيدي إيران، ويعتمد على مدى تعاونها مع الوكالة.
والجدير بالذكر هنا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت بناء على عينات بيئية أجرتها في إيران، أنها عثرت على آثار يورانيوم في ثلاثة مراكز غير نووية، وغير معلنة، وطالبت إيران بتفسير في هذا الصدد، واشترطت الأخيرة إغلاق الملف الخاص بالمواقع الثلاثة من قبل وكالة الطاقة، لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة في الاتفاق النووي المبرم في 2015.
يذكر أن المفاوضات النووية دخلت مرحلة حاسمة، بانتظار الرد من الولايات المتحدة على الرد الإيراني حول النص الأوروبي الأخير الخاص بإحياء الاتفاق النووي، ويترقب العالم عقد اجتماع حول الملف النووي هذا الأسبوع، بحسب ما أعلن كبير المسؤولين عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، خلال مؤتمر صحافي في إسبانيا.