وقال الأكاديمي المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط والإرهاب، البروفيسور أدريان كالاميل: «إن الميليشيات تحاول الاستفادة من هذه الهدنة من أجل إعادة ترتيب صفوفها»، مضيفا: «الميليشيات رغم فتح مطار صنعاء والسماح لسفن النفط بالوصول إلى ميناء الحديدة، لم ينفذ الحوثي شيئا من البنود المتفق عليها».
وأضاف: «إن الحوثي لا يزال متعنتا ولم يفتح الطريق الذي هو شرط أساسي في بنود الهدنة الأممية رغم مرور أربعة أشهر منذ بداية الهدنة».
من جانبه، شدد الكاتب والإعلامي عبدالله إسماعيل، على استمرار الاعتداءات الحوثية بالصواريخ الباليستية والطيران المسير على أبناء الشعب اليمني، مؤكدا أن ذلك مخالف لأهداف الهدنة التي نصت على وقف نزيف الدم اليمني، وقال إن الميليشيات الحوثية مستمرة في خروقاتها للهدنة الأممية ونهب المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرتها وحرمان الآلاف من المستحقين والمستفيدين من تلك المساعدات.
مشيرا إلى أن الحوثي لا يزال متمسكا بالسرديات التعجيزية لعرقلة التوصل إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن جميع الأسرى والمختطفين.. معتبرا تعنت ميليشيات الحوثي في الانتهاكات بحق المواطنين تحديا واضحا للمواثيق الدولية، بالإضافة إلى ما تقوم به من تجنيد الأطفال وتغيير المناهج الدراسية واحتكار الوظيفة العامة لصالح أسر بعينها.
وقال: «إن العالم يعرف أن جماعة الحوثي هي أكبر المستفيدين من الهدنة الأممية، لأنها منحتهم التفرغ الكامل للتحشيد والسطو على أراضي الناس والتوجه لتصفية حساباتهم مع من يزعمون أنهم أعداء محتملون»، منوها أن المجتمع الدولي يتحرك لفرض الهدنة من منطلقات مخادعة تقفز على حقيقة السردية للصراع في اليمن، والمجتمع الدولي لا ينطلق من رغبة حقيقية لإنهاء الصراع في اليمن؛ بل من أجل رعاية مصالحه في المنطقة.
من جانبها، قالت رئيس منظمة العهد للتنمية والحقوق، دنيا شبوطي: إن الهدنة الأممية فتحت نافذة أمل أمام اليمنيين، والشعب اليمني يتطلع بفارغ الصبر للتوصل إلى هدنة سلام تكون بمثابة بداية فعلية على أرض الواقع لطي صفحة الحرب والصراعات، وبدء صفحة جديدة من السلام والوفاق بين الأطراف اليمنية، مؤكدة أن جماعة الحوثي خيبت آمال اليمنيين وأثبتت عدم جديتها في العمل على إحلال سلام دائم، وتعتبر الميليشيات الحوثية الهدنة محطة تزويد لاستمرارها في حربها ضد اليمنين، والمتاجرة بالملف الإنساني وابتزاز المجتمع الدولي بذلك.