وبحسب المزاعم الأوكرانية التي لم يتم التأكد من صحتها، أدت نيران المدفعية والصواريخ الروسية بالقرب من مجمع مفاعل زابوريجيا النووي، على الضفة الجنوبية لنهر دنيبرو، إلى دعوات لنزع السلاح في المنطقة.
وأعرب أوكرانيون يعيشون في الجوار عن مخاوفهم من أن تصيب القذائف أحد المفاعلات الستة بالمحطة، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن القصف المتكرر لمحطة زابوريجيا النووية، حيث تتهم كييف موسكو بنشر قوات وتخزين عتاد عسكري. وتنفي روسيا ذلك وتتهم أوكرانيا باستهداف زابوريجيا بطائرات مسيرة.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية المملوكة للدولة، نقلا عن دميتري بوليانسكي نائب السفير لدى الأمم المتحدة، أن موسكو طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع المتعلق بمحطة زابوريجيا.
مدافع أمريكية
في غضون هذا، قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الثلاثاء: إن قواتها أسقطت طائرة مقاتلة أوكرانية من طراز سو-27 فوق منطقة خاركيف بشرق أوكرانيا.
وفي تقرير يومي، قالت موسكو أيضا: إنها دمرت مدفعي «هاوتزر» أمريكيين من طراز إم777.
في حين نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن مسؤولين عينتهم موسكو في منطقة دونيتسك، التي يسيطر عليها الانفصاليون: إن القوات الأوكرانية قصفت مبنى يضم مقر الإدارة المحلية في المنطقة.
وقال رئيس بلدية دونيتسك المعين من روسيا عبر قناته على «تيليجرام»: إن ثلاثة أشخاص قتلوا اليوم (أمس الثلاثاء) في سلسلة ضربات على دونيتسك، التي تخضع لسيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا منذ 2014.
وذكرت وكالات أنباء حكومية روسية نقلا عن مسؤول انفصالي: إن واحدة على الأقل من القذائف المستخدمة في الهجوم أطلقت من نظام «هيمارس» المدفعي أمريكي الصنع.
وحذر مسؤولون غربيون من تصعيد محتمل للقتال بأوكرانيا هذا الأسبوع بينما يوافق اليوم الأربعاء ذكرى مرور ستة أشهر على الحرب هناك.
من جهتها، حثت الحكومة الأمريكية، أمس الثلاثاء، مواطنيها في أوكرانيا على المغادرة فورا، حيث تخشى من توجيه روسيا ضربات جديدة قريبا، تستهدف منشآت مدنية هناك.
وقالت في تحذير أمني نشره موقع السفارة الأمريكية في أوكرانيا: «إن لديها معلومات عن أن روسيا تكثف جهودها لشن ضربات ضد البنية التحتية المدنية الأوكرانية والمرافق الحكومية في الأيام المقبلة»، ودعت «المواطنين الأمريكيين إلى مغادرة أوكرانيا الآن باستخدام خيارات النقل البري المتاحة بشكل خاص إذا كانت آمنة».
حظر الاحتفالات
وخوفا من تجدد الهجمات الصاروخية، تحركت السلطات في كييف لحظر المناسبات العامة المتعلقة بذكرى الاستقلال من يوم الإثنين حتى يوم غد الخميس، وكييف بعيدة عن خطوط المواجهة ونادرا ما تعرضت للقصف بالصواريخ الروسية منذ أن صدت أوكرانيا هجوما بريا للسيطرة على العاصمة في مارس.
وجاء في تحذير الخارجية الأمريكية «أن الوضع الأمني في جميع أنحاء أوكرانيا شديد التقلب وقد تتدهور الأوضاع دون سابق إنذار». ولفتت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية إلى أن التحذير يأتي بعد تنبيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن روسيا قد تشن هجمات «بشعة وشريرة»، بما في ذلك ضربات صاروخية، بالتزامن مع عيد استقلال البلاد.
وفي خاركيف، المدينة الشمالية الشرقية التي تعرضت مرارا لنيران المدفعية والصواريخ الطويلة المدى مما أوقع قتلى، أعلن رئيس البلدية إيهور تيريكوف تمديد حظر التجول طوال الليل ليبدأ من الساعة الرابعة مساء حتى السابعة صباحا اعتبارا من أمس الثلاثاء إلى يوم غد الخميس.
وتصاعدت المخاوف من وقوع هجمات بعد أن اتهم جهاز الأمن الاتحادي في موسكو يوم أمس الأول الإثنين عملاء أوكرانيين بقتل داريا دوغينا، ابنة مفكر قومي حليف للرئيس الروسي، في هجوم بسيارة ملغومة بالقرب من العاصمة فيما وصفه فلاديمير بوتين بأنه «شرير»، بينما تنفي أوكرانيا ضلوعها في الحادث.
«منصة القرم»
وعلى صعيد آخر، أعلنت الحكومة البولندية، أمس الثلاثاء، أن الرئيس البولندي أندري دودا توجه إلى كييف للقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمناقشة المساعدة العسكرية والإنسانية.
وقال رئيس مكتب الرئيس البولندي بافيل شروت: إن دودا انضم إلى زيلينسكي في مناقشات عبر الإنترنت في سياق منصة القرم، وهي مبادرة دبلوماسية أقامتها أوكرانيا في أغسطس من العام الماضي بهدف استعادة شبه الجزيرة القرم الواقعة في البحر الأسود التي ضمتها روسيا في 2014.
وتأمل أوكرانيا في استغلال ثان لقاء للمنصة في كسب الدعم لاستعادة شبه الجزيرة، وهو ما حدث، بتعهد المستشار الألماني أولاف شولتس بمواصلة دعم كييف في مواجهة الحرب على البلاد.
وقال شولتس أمس الثلاثاء خلال المؤتمر الذي شارك فيه عبر الفيديو من كندا: «لن يقبل المجتمع الدولي أبدا ضم روسيا الإمبريالي غير القانوني للأراضي الأوكرانية»، مؤكدا أن شركاء أوكرانيا متحدون كما لم يحدث من قبل، وأضاف: «يمكنني أن أؤكد لكم أن ألمانيا تقف بحزم إلى جانب أوكرانيا طالما أن أوكرانيا بحاجة إلى دعمنا».
وأكد شولتس أن ألمانيا ستواصل وشركاؤها العقوبات ضد روسيا، وسيقدمون المساعدات المالية لأوكرانيا وسيزودونها بالأسلحة، كما سيشاركون في إعادة إعمارها، وأضاف: «أنا متأكد من أن أوكرانيا ستتغلب على الظل المظلم للحرب، لأنها قوية وشجاعة وموحدة في كفاحها من أجل الاستقلال والسيادة، ولأن لديها أصدقاء في أوروبا وجميع أنحاء العالم».
اتفاق الحبوب
يأتي هذا في وقت قالت فيه وزارة الزراعة الأوكرانية، أمس الثلاثاء: إن 33 سفينة شحن في المجمل محملة بنحو 719549 طنا من المواد الغذائية غادرت أوكرانيا بموجب الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا لفتح الموانئ البحرية الأوكرانية.
وقدر مركز التنسيق المشترك في تركيا الذي يراقب تنفيذ الاتفاق، الكمية الإجمالية للحبوب والمواد الغذائية المصدرة من ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود منذ التوصل إلى الاتفاق عند 721449 طنا.
وتراجعت صادرات الحبوب الأوكرانية بعد أن غزت روسيا البلاد في 24 فبراير وأغلقت موانئها على البحر الأسود، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية وأثار مخاوف من حدوث نقص في أفريقيا والشرق الأوسط.
وفُتحت ثلاثة موانئ على البحر الأسود بموجب الاتفاق الذي وقعته موسكو وكييف في 22 يوليو.
وبالإضافة إلى السفن التي غادرت أوكرانيا بالفعل، قالت وزارة الزراعة: إن 18 سفينة أخرى يجري تحميلها بشحنات الآن أو تنتظر الإذن بمغادرة الموانئ الأوكرانية.
وأضافت الوزارة «إن صادرات الحبوب الأوكرانية قد تصل إلى أربعة ملايين طن في أغسطس، مقارنة بثلاثة ملايين طن في يوليو».
كانت الوزارة قد ذكرت في بيان منفصل، أن صادرات السلع الزراعية الأوكرانية الرئيسية تراجعت بمقدار النصف تقريبا منذ بدء الاجتياح الروسي، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.