وأضاف: قد يبدو وصول السفينة الضخمة بمثابة انتصار لبكين في هذه الدولة الجزيرة ذات الأهمية الإستراتيجية، لكن في الواقع، يعزز صورة الصين كقوة إمبريالية مفترسة تحاول استغلال سريلانكا من أجل مصالحها الخاصة.
وتابع يقول: لم تفعل بكين الكثير لمساعدة البلاد من خلال الانهيار الاقتصادي المدمر، حيث قدمت مساعدات أقل بكثير من منافستها الإقليمية، الهند.
وأشار إلى أن السبب الذي يجعل الصين تسترخي وتسمح للخصم بجني فوائد القوة الناعمة لهذه الأزمة الحالية أمر محير، في حين أن حكومة الولايات المتحدة وآخرين غالبا ما يلومونها على التسبب في مشاكل سريلانكا ويمكنها استغلال الفرصة لتحسين سمعتها في الجزيرة.
ومضى يقول: لطالما تم الزعم بأن بكين تنخرط في «دبلوماسية فخ الديون»، حيث تغرق البلدان الفقيرة بالكثير من الديون بحيث لا يمكنها سداد قروضها للتخلى بعدها عن سيطرتها على الأصول الإستراتيجية، مما يمكن الصين من توسيع نفوذها الجيوسياسي تحت ستار ما يبدو أنه مشاريع البنية التحتية الحميدة.
وأشار إلى أن ميناء هامبانتوتا الذي رست به سفينة جيش التحرير الشعبي، تم تمويله من خلال قروض صينية، ولكن في عام 2017، استولت بكين على الميناء عندما لم تتمكن سريلانكا من سداد ديونها.
وأضاف: منذ ذلك الحين، تم الاستشهاد بمثال هامبانتوتا من قبل المسؤولين الغربيين الساعين للتحذير من مخاطر الإقراض الصيني.
وأردف: مع ذلك، فقد كان هذا التمثيل سيئا على نطاق واسع. لم تستولي الصين على الميناء، لكنها استأجرته لمدة 99 عاما. اقترحت سريلانكا الصفقة لأنها كانت في حاجة ماسة إلى النقد الأجنبي كي تدفع للدائنين الغربيين.
وتابع: من المفترض أن الصين استولت على هامبانتوتا لأنها أرادت إنشاء قاعدة بحرية على طول ممرات الشحن الإستراتيجية، لكن لم يكن هناك دليل على أي نشاط عسكري لجيش التحرير الشعبي هناك قبل وصول سفينة التعقب هذه، زارت السفن الهندية والأمريكية الميناء، فلماذا لا بالنسبة للسفن الصينية.
وتابع يقول: دبلوماسية فخ الديون ليست أكثر من مجرد نظرية مؤامرة، وتمثل سندات اليوروبوند أكبر نسبة (36%) من الديون السيادية لسريلانكا، ومن المسلم به أن حصة الصين كبيرة، حيث تتراوح بين 10% و20%، حسب طريقة الحساب، لكن بغض النظر عن الأرقام، فإن بكين ليست مسؤولة بشكل أساسي عن أزمة البلاد.
وأردف: في حين أن الاتهامات بشأن المخططات الصينية الشائنة في هامبانتوتا قد تكون زائفة، إلا أنه يتم تصديقها على نطاق واسع، لم تقدم الصين لنفسها أي خدمة بزيارة السفينة التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني هذا الشهر، حيث أثارت مخاوف من أنها تحاول عسكرة الجزيرة، مما يمنح نيو دلهي انتصارا دعائيا.
وأضافت: في السنوات الأخيرة، انخرطت الصين والهند في حرب شد وجذب من أجل النفوذ في سريلانكا. احتفظت الصين بنفوذها خلال رئاسة ماهيندا راجاباكسا من 2005 إلى 2015، ثم خسرته أمام دلهي في عهد خليفته، لكنها استعادت نفوذها عندما تولى جوتابايا، شقيق ماهيندا، القيادة في عام 2019.
واستطرد: الآن انقلب الوضع مرة أخرى. استقال جوتابايا وشقيقه من الحكومة هذا العام، مما حرم الصين من أفضل أصدقائها في كولومبو، بينما تحركت الهند للتخفيف من النقص الحاد في الغذاء والوقود في سريلانكا بأكثر من 3.8 مليار دولار من المساعدات، على النقيض من ذلك، قدمت بكين 74 مليون دولار، وهو مبلغ تافه نسبيا.