وقال بايدن في بيان الإعلان عن حزمة المساعدات: «إن الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بدعم الشعب الأوكراني في نضاله للدفاع عن سيادته».
وقال البيت الأبيض: إن المساعدات العسكرية البالغ قيمتها 2.98 مليار دولار ستتيح لأوكرانيا الحصول على أنظمة دفاع جوي وأنظمة مدفعية وذخائر وأنظمة جوية مضادة للطائرات المسيرة وأنظمة رادار لضمان تمكنها من الاستمرار في الدفاع عن نفسها على المدى الطويل.
وفي المجمل، تعهدت الولايات المتحدة بتقديم ما يقرب من 10.6 مليار دولار كمساعدة أمنية لأوكرانيا منذ بداية إدارة بايدن.
إشادة «ناتو»
من جهته، أشاد أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج بالقوات المسلحة الأوكرانية، وذلك عبر رسالة مصورة، وجهها في ذكرى استقلال أوكرانيا التي تصادف أمس الأربعاء، وتتصادف أيضا مع مرور ستة أشهر بالضبط على انطلاق الحرب الروسية على البلاد.
وقال: «التحية لكل من ضحوا بأرواحهم أو أصيبوا، وكل الرجال والنساء الأوكرانيين الذين يقاتلون من أجل بلدهم وحريتهم وأحبائهم»، وتابع: «يمكنكم مواصلة الاعتماد على دعم الناتو مها استمر الأمر»، مجددا التأكيد على ضرورة عدم نجاح روسيا في حربها، وشدد بالقول: «يجب أن تنتصر أوكرانيا، وستنتصر»، مضيفا: «في يوم استقلالكم، أتمنى لكم القوة والنجاح».
في السياق، قال الرئيس الأوكراني في الخطاب المسجل، الذي يتزامن مع مرور ستة أشهر على بدء الحرب في 24 فبراير: «إن البلاد لم تعد ترى أن نهاية الحرب ستأتي عندما يحل سلام، بل عندما تخرج منتصرة في النهاية»، وأضاف «ظهرت أمة جديدة في العالم يوم 24 فبراير الساعة الرابعة صباحا، لم تولد بل ولدت من جديد، أمة لم تبك أو تصرخ أو تخف، أمة لم تهرب، لم تستسلم، ولم تنس».
وبدا على زيلينسكي (44 عاما) الإنهاك وهو يلقي الخطاب أمام النصب التذكاري الشاهق في وسط كييف الذي تم تشييده إحياء لذكرى الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي، الذي كانت تهيمن عليه روسيا وانهار في عام 1991.
وشدد زيلينسكي على موقف أوكرانيا الثابت في الحرب، وقال «لن نجلس على طاولة المفاوضات بدافع الخوف، والبنادق موجهة صوب رؤوسنا، بالنسبة لنا، فإن أفظع أنواع الحديد ليس الصواريخ والطائرات والدبابات، بل الأغلال. ليست الخنادق، بل القيود».
وتعهد بأن تستعيد أوكرانيا الأراضي التي خسرتها في منطقة دونباس الصناعية في الشرق وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.
وقال «ما هي نهاية الحرب بالنسبة لنا.. كنا نقول السلام.. الآن نقول النصر».
وبينما يستعد الأوكرانيون لحرب طويلة، وشتاء قاس بسبب نقص الطاقة، بعد صد هجمات تصفها موسكو بأنها «عملية عسكرية خاصة»، إلى جانب منع سقوط كييف، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن وزير الدفاع سيرجي شويجو، القول: إن تباطؤ الهجوم قرار واع، كونه يرجع إلى الرغبة في تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وتقول مصادر عسكرية غربية: إن القوات الروسية تحرز تقدما ضئيلا في عمليتها الهجومية في المناطق الشرقية والجنوبية بأوكرانيا، وشبهت ما يحدث بقتال الاستنزاف البطيء الدموي في الحرب العالمية الأولى.
في المقابل، قال شويجو: «نلتزم بصرامة بمعايير القانون الإنساني في الهجوم، ونُفذت الضربات بأسلحة عالية الدقة على البنية التحتية العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية، بما في ذلك مواقع القيادة، والمطارات، والمستودعات، والمناطق المحصنة، والمجمعات الصناعية العسكرية».
تبرير روسي
وفي حين يبرر وزير دفاع موسكو، تباطؤ العمليات العسكرية في أوكرانيا، بقوله: «يتم اتخاذ كل الإجراءات لتجنب وقوع إصابات بين صفوف المدنيين، بالطبع هذا يبطئ وتيرة الهجوم، لكننا نفعل ذلك بوعي»، كانت شوارع وسط كييف خالية بشكل غير معتاد صباح أمس الأربعاء بعد أيام من تحذيرات من أن روسيا قد تشن هجمات صاروخية جديدة على المدن الكبرى، وسمعت صفارة إنذار من غارة جوية في العاصمة الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي.
بيد أن كييف احتفلت ولكن بصمت ودون حشود، وضع الرئيس الأوكراني وزوجته أولينا زيلينسكا إكليل الزهور على نصب شهداء الحرب الروسية على بلادهم.
فيما شهد وسط شارع خريشاتيك الرئيسي، صف عشرات من المركبات العسكرية الروسية المدمرة التي كانت تحاول من خلالها موسكو السيطرة على العاصمة في الأسابيع الأولى للحرب، قبيل تغيير الكرميلن استراتيجيته وتوجيه عملياته نحو شرق البلاد، كانت الأعلام الزرقاء والصفراء المنتشرة في كل مكان بكييف إلى جانب القمصان المزخرفة بعبارة «أنا أوكراني».
إلى ذلك، يحضر المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الخميس تدريب جنود أوكرانيين على دبابات «جيبارد» المضادة للطائرات على بحر البلطيق.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت أمس الأربعاء: إن المستشار شولتس سيتوجه لهذا الغرض إلى ساحة بوتلوس لتدريب القوات في ولاية شلزفيج-هولشتاين، وأوضح أنه «سيتبادل الحديث مع المدربين الصناعيين من شركة «كراوس-مافاي فيجمان» (المنتجة لهذه الدبابات)، كما ستتاح له الفرصة للحديث مع الجنود الأوكرانيين الذين يتم تدريبهم على استخدام دبابة الدفاع الجوي جيبارد».
وأضاف هيبشترايت «إن التدريب هو جزء من صفقة مولتها ألمانيا لتوريد 30 دبابة «جيبارد» إلى أوكرانيا».
وعلى صعيد منفصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الأوكرانية تستخدم مؤسسات تعليمية في أوديسا وسومي وخاركيف لأغراض عسكرية. حسب بيان أمس الأربعاء.
وقال رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزينتسيف: إن التشكيلات المسلحة الأوكرانية تستخدم مدرسة في «فيليكا بالكا» بأوديسا للتحصن بها، كما نصبت مدفعا مضادا للطائرات على سطح المؤسسة التعليمية وتفخيخ المبنى دون إخطار السكان المدنيين.
دروع بشرية
وعلى ذات الصعيد، تقول وزارة الدفاع الروسية: إن الأوكرانيين يتمركزون في مدرسة بـ«زنوب - نوفغورود» في سومي للتحصن بها، ونصبت عليها رشاشات ثقيلة، كما أشار إلى أن قوات كييف تستخدم مبنى سكنيا في «خاركيف» مستودعا للذخيرة دون إخطار المدنيين، الذين - بحسب وصفه - تستخدمهم كدروع بشرية.
ولفت إلى أن هذه القوات تستخدم مبنى مدرسة في قرية بريستوفينكي في خاركيف للتحصن به، ونشرت فيه عددا كبيرا من المعدات العسكرية والمدافع وراجمات الصواريخ وأطلقت نيرانها باتجاه الجيش الروسي بهدف دفعه للرد على إطلاق النار من أجل اتهامه بشن بضربات عشوائية على البنية التحتية المدنية، وفقا لسيناريو تم رسمه مع تغطية إعلامية أوكرانية وغربية.
وفي زابوريجيا، ألقى الحرس الوطني الروسي القبض على اثنين من موظفي محطة الطاقة النووية، بسبب مزاعم تتعلق بتعاونهما مع القوات المسلحة الأوكرانية، حسبما ذكرت وكالة «تاس» في تقرير لها نقلا عن الخدمة الصحفية للحرس.
ووفقا لوكالة «بلومبرغ» للأنباء، أفاد التقرير بأن روسيا تتهم الموظفين بنقل معلومات عن مواقع الأفراد والمعدات في المحطة الواقعة في جنوب أوكرانيا وتسيطر عليها موسكو، وتعد «زابوريجيا» هي الأكبر لإنتاج الطاقة النووية في أوروبا حيث تضم ستة مفاعلات ويبلغ صافي إنتاجها 5700 ميجا وات.
وفي منحى آخر، أعلنت وزارة الداخلية في موسكو عن منح مكافأة لمن يساعد في القبض على قياديين اثنين من كتيبة «آزوف» الأوكرانية، اللذين ساهما بتعذيب وقتل جنود روس.
وبحسب وكالة «تاس» الروسية، فإن المطلوبين هما، كونستانتين نيميشيف، وسيرغي فيليشكو، المتهمين بتعذيب وقتل أفراد من الجيش الروسي.
واتُهم نيميشيف وفيليتشكو بموجب المادة 317 من القانون الجنائي الروسي: «التعدي على حياة أحد ضباط إنفاذ القانون».
وخلص التحقيق الأولي إلى أن القائدين في «آزوف»، المطلوبين للعدالة «عذبا جنودا روسا وقتلوهم بقساوة»، وتم وضعهما على قائمة المطلوبين، واتخذ قرار باعتقالهما غيابيا.
ونيميشيف وفيليتشكو مدرجان ضمن القائمة الفيدرالية لـ «عشرة من المجرمين المطلوبين الخطرين» بشكل خاص، وتم الإعلان عن مكافأة قدرها مليون روبل لمن يساعد في القبض عليهما.