إذ إن آخر تقرير لصندوق النقد الدولي يتنبأ باستمرار الطفرة التضخمية الحالية التي وصفها بالخارجة عن السيطرة مدة عامين كاملين وسترتد انعكاساتها علينا تباعا، لذا فالمستهلك يجب أن يوقف شرهه الشرائي ويغير عاداته الاستهلاكية التي جعلت من التاجر يطمع فيه، وأن يتحسب لعام قادم سيكون ضنكا عليه، والجهات المعنية «الرقابية والتشريعية في السوق المحلية» يجب عليها التفاعل مع شكاوى المستهلكين، وأن تكثف رقابتها وإشرافها على السوق في محاولة للسيطرة على أي اضطراب يؤدي إلى تفاقم الوضع، وأن تحكم سلطتها على الأسواق التجارية وتعيد تشريعات تتواءم مع التطور التقني والتكنولوجي في التجارة، ومن جهة أخرى، وجب على التجار أن يتحلوا بالأخلاق حتى يعيدوا الاتزان للسوق، فلا تزال لدينا وفرة سيولة تجعل النشاط الاستهلاكي في أوجه رغم تذمر الناس واضطرارهم للشراء، ولكن الآتي قد يكون أسوأ، وقد يؤدي إلى قلة السيولة أو نضوبها، فهامش الربحية هنا لن يفيد مقارنة بالنشاط التجاري وتسييل الأموال والحفاظ على استمرارية الطلب وتواجد القوة الشرائية في السوق المحلية، فأي جشع آن سيؤدي إلى إمساك في الطلب، قد يزداد مع الوقت، وهنا يبرز بيت التجار في ضبط جشع التجار كمهمة وتنظيم أدواتهم فهم أكثر مرونة في وضع آليات لتعزيز أنظمة التجارة وعمليات الانضباط التسعيري في عمليات البيع والعرض والطلب بالسوق، في ظل انفتاح أسواقنا على أثر اتفاقيات التجارة الحرة، الذي قد يضعف الدور الحكومي في أعمال التجارة، ولكن تعاون التجار من خلال رابطتهم المحلية أو اتحاد الغرف الخليجية قد يقوي تواجدهم في مثل هذه الأوقات وينظم أعمالهم في السوق، ويعيد الثقة في التاجر المحلي ويكون صوتا مؤثرا.
@hana_maki00