عودة الهدوء
وعاد الهدوء إلى طرابلس بعدما تمكنت ميليشيات الدبيبة من استعادة السيطرة على العاصمة طرابلس، ومنعت دخول قوات باشاغا العاصمة لاستلام السلطة.
يُذكر أن رئيس الحكومة السابقة عبدالحميد الدبيبة، قاد غرفة العمليات للاستمرار في موقعه، وإحكام ميليشياته قبضتها على العاصمة طرابلس، تأكيدا لرفضه قرار البرلمان بتسليم السلطة لحكومة جديدة، مستندا على استمرار الاعتراف الدولي به، وأصدر الدبيبة الأوامر لوزير الداخلية والمدعي العام العسكري والأجهزة الأمنية ذات العلاقة بالقبض على جميع الأشخاص المشاركين، فيما وصفه بالعدوان على العاصمة وترويع الآمنين.
من جهته، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأطراف الليبية بالانخراط في حوار حقيقي، لمعالجة المأزق السياسي المستمر وعدم استخدام القوة لحل الخلافات بينها، ودعا تلك الأطراف إلى حماية المدنيين والامتناع عن القيام بأي أعمال من شأنها تصعيد التوترات وتعميق الانقسامات، كما دعا إلى وقف فوري للعنف في طرابلس.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة «ستيفان دوغاريك» استعداد المنظمة لبذل المساعي الحميدة والوساطة لمساعدة الجهات الليبية على رسم طريق للخروج من المأزق السياسي الذي يهدد بشكل متزايد الاستقرار في ليبيا، وأشار إلى أنه يتابع بقلق بالغ التقارير التي تفيد باندلاع اشتباكات عنيفة في طرابلس؛ ما تسبب في سقوط ضحايا من المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية.
بدورها، عبَّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات المسلحة المستمرة، بما في ذلك القصف العشوائي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين في طرابلس، ما تسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وإلحاق أضرار بالمرافق المدنية بما في ذلك المستشفيات.
دعوة أممية
ودعت البعثة الأممية، في حسابها على «تويتر»، إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، وذكَّرت جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والمنشآت المدنية، كما أكدت البعثة ضرورة امتناع الأطراف كافة عن استخدام أي شكل من أشكال خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
فيما حث السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند، جميع الأطراف في ليبيا على تقريب وجهات النظر بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة حول قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات، وتحديد موعد مبكر لها.
وأعرب ريتشارد نورلاند عن إدانة واشنطن اندلاع أعمال العنف في طرابلس، داعيا إلى إجراء مفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة وإنشاء ممرات إنسانية لإجلاء الضحايا والمحاصرين.
وعلى الصعيد العربي، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن قلقه إزاء الأوضاع في العاصمة طرابلس، مطالبا الجميع بتحمل مسؤولياتهم تجاه ما يحدث، داعيا جميع الأطراف السياسية في ليبيا إلى الحوار، وليس استخدام السلاح، وهو ما حملته دعوة مصرية وتونسية وإماراتية وجزائرية.
فيما بحث رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، أمس الأحد، في مدينة القبة مع عدد من أعضاء المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، تقريب وجهات النظر بين مجلسي النواب والدولة، لا سيما على مستوى المسار الدستوري وسُبل الوصول إلى تحقيق توافق «ليبي – ليبي» ينهي المرحلة الراهنة، ويمضي بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن ذلك جاء في بيان للمتحدث باسم مجلس النواب الليبي عبدالله بليحق، الذي أعلن عن عقد اللقاء دون التطرق إلى التفاصيل.