ما هدف الرحلة؟
تهدف الرحلة إلى وضع مركبة نظام الإطلاق الفضائي، الأكثر تعقيدًا وقوة في العالم، في اختبار إجهاد صارم لأنظمتها في أثناء رحلة فعلية لاختبارها قبل اعتبارها جاهزة لنقل رواد الفضاء.ويُمثل نظام الإطلاق الفضائي أكبر نظام إطلاق رأسي جديد بنته "ناسا" منذ إطلاق صواريخ "ساترون 5" خلال برنامج "أبولو" في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
ويهدف برنامج "أرتميس" التابع لناسا، والمسمَّى على اسم الإلهة التي كانت شقيقة "أبولو" التوأم في الأساطير اليونانية القديمة، إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر باكرًا خلال عام 2025، وإنشاء مستعمرة قمرية طويلة الأجل كنقطة انطلاق لرحلات مستقبلية أكثر طموحًا ترسل الناس إلى المريخ.
تكلفة كبسولة رواد الفضاء
بعد أكثر من 10 سنوات من التطوير مع سنوات تأخير وتجاوز التكاليف بمليارات الدولارات، كلفت كبسولة رواد الفضاء "أوريون" حتى الآن وكالة "ناسا" ما لا يقل عن 37 مليار دولار، بما في ذلك التصميم والبناء والاختبار والمنشآت الأرضية.البصمات القمرية
سار 12 رائد فضاء على القمر خلال ست بعثات أبولو من عام 1969 إلى عام 1972، وهي الرحلات الفضائية الوحيدة التي لم تضع الناس على سطح القمر حتى الآن، كل تلك المناطق التي استُكشفت حول خط الاستواء القمري.وقد أعلنت وكالة ناسا يوم الجمعة الماضي عن 13 منطقة هبوط محتملة حول القطب الجنوبي للقمر، حيث تخطط لإرسال جيلها الجديد من المستكشفين، بما في ذلك أول امرأة وأول شخص ملون تطأ قدمه سطح القمر.
ويعد الإطلاق الناجح خطوة أولى حاسمة، قبل أن يجري تحريك المركبة الفضائية الشاهقة، التي يبلغ ارتفاعها 98 مترًا، ببطء، إلى منصة الإطلاق 39B الأسبوع الماضي بعد أسابيع من الاستعدادات النهائية والاختبارات الأرضية.
موعد الإطلاق
باستثناء الأعطال الفنية في اللحظة الأخيرة أو الطقس غير المواتي، من المقرر أن تشتعل محركات "إس إل إس" الأربعة الرئيسية ومعزّزاتها الصاروخية الصلبة في الساعة 8:33 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، 3:33 بتوقيت مكة المكرمة، اليوم الإثنين، ما يرسل المركبة الفضائية إلى السماء.حدَّدت وكالة ناسا يومي 2 من سبتمبر و5 من سبتمبر المُقبلين كتواريخ إطلاق بديلة، في حالة تأجيل العد التنازلي إلى ما بعد نافذة الساعتين المستهدفة للإقلاع.
يمكن متابعة الإطلاق مباشرة من خلال بث وكالة ناسا:
ماذا يحدث بعد الإطلاق؟
بعد الانفصال عن المرحلة العليا للصاروخ على بعد أكثر من 3700 كيلومتر من الأرض، من المقرر أن تشتعل دفعات أوريون لتضع الكبسولة في مسارها الخارجي، ما يجعلها قريبة من سطح القمر بحوالي 100 كيلومتر.ستحمل الكبسولة طاقمًا مكونًا من 3 دُمى للمحاكاة في الحجم الكامل للإنسان، مزودة بأجهزة استشعار لقياس مستويات الإشعاع التي قد يواجهها الطاقم الحقيقي في رحلتهم المنتظرة.
وكان آخر البشر الذين ساروا على القمر هم فريق "أبولو 17" المكون من شخصين في عام 1972، على خطى 10 رواد فضاء آخرين خلال 5 بعثات سابقة بدأت مع أبولو 11 في عام 1969.