الحرية لا بد أن تتقيد بحدود ليستتب الاستقرار في النظام العام للحياة، إذا صرخنا بالحرية من غير قيود أصبحنا في غابة وتحولت حياتنا إلى جحيم لأن كل ما سيفعله الآخرون ستبرره الحرية.
حسناً أتريد حرية من غير قيود؟ افتح مطعما وبع فيه أطعمة منتهية الصلاحية واطبخ في آنية غير نظيفة، وإذا سألك أحد برر ما تفعله أن هذا مطعمك، وهذه حرية شخصية، والزبائن تأتي إليك برضاها وبرغبة منها وأنك لا تجبرها على المجيء والأكل في مطعمك..
إذا اتبعنا هذا المنطق انتشر التسمم الغذائي وانتشرت الأمراض في كل مكان وصوب، ولكن لحل هذه المشكلة لا بد أن نضع قيودا، لك الحرية في اختيار شكل المطعم وقائمة الطعام وأنواع الأطباق وطريقة الطهي والأسعار، ولكن هناك قيودا لا بد أن يكون المكان نظيفا ومسجلا لدى البلدية و.. إلخ من الإجراءات القانونية، وبالتالي ستقل حالات التسمم الغذائي وحالات الغش.
وكذلك في الإسلام؛ الحرية تقيدت بقيود لدرء مفاسد وكسب مصالح وسأضرب لك المثل أن الله حلل لنا جميع المشروبات وحرم ما يذهب بها العقل ويفسد الجسد، فأعطانا حرية مقيدة تفيدنا ولا تفسدنا.
الغاية من كتابة هذا المقال أنه بينما كنت أقرأ في حقوق الطفل كان من ضمن الحقوق المزعومة للطفل عدم تحديد نوع جنسه أثناء الولادة وإعطائه الحرية في اختيار نوع جنسه!!
لم تعد هذه حرية، بل عبودية حينما يتبع الإنسان وشهواته يصبح عبداً لها، وبالمثال يتضح المقال حسناً إذا طلب منا الطفل قيادة السيارة بنفسه لأنه يرغب ذلك، ومن منطلق باب الحرية أن ندعه يجرب ما يشاء وله حرية الاختيار، فهل هذا يعقل؟! نتركه يلقي بنفسه في الهاوية ونقول هذا اختياره؟ أم نرشده ونوعيه بالخطر الذي سيلقاه؟
najoodq12