في خضم هذا الشعور الجميل الذي يلتمسه الجميع، يتبادر سؤال في نفوسنا، هل هناك ثمة طريق محدد للسعادة، هل هناك حقا طريقة يمكننا بها أن نضاعف سعادتنا ونستشعر أثرها أكثر؟!
«ماذا لو» هذا هو الطريق وتلك هي النصيحة الذهبية التي بتطبيقها ستصبح حياتك أكثر قربا إلى السعادة، وأبعد قدر ما تتخيل عن شبح الانهزام والحزن.
كلما استشعرت ضغط الحياة وكلما حاصرتك الظروف ووضعتك رغما عنك في زاوية بائسة من الأحزان ورثاء الحال، استخرج هذا السؤال واطرحه على ذاتك.. «ماذا لو؟!»
ماذا لو كان ألمك الجسدي دائما لا نهاية له؟ ماذا لو لم يكن هناك ما يسكن جرحك ويشفي مرضك؟! ويبعث فيك الإمكانية على الاستمرار والمقاومة؟! بالطبع أنت في تلك الحالة أمام حال مزر شديد الصعوبة، بعدما تنبني في داخلك كل هذه الافتراضات وما يترتب عليها، تلقائيا ستجد نفسك ممتنا تحمد الله على لطفه بك.
ماذا لو كان راتبك غير مرض؟ أو كنت في وظيفة لا تشعر معها بالتقدير؟ ماذا لو كنت ذلك العامل البسيط الذي يكدح في زمهرير الشمس من أجل رزقه وعمله، تخيل كل هذا وأكثر، ثم امتن إلى الله على نعمه الكثيرة المحيطة بك.
ثم امتن.. امتن حقا لقدر الله اللطيف، امتن لأن الضغط ليس دائما، امتن لأنك تمتلك الخيارات بحياتك، امتن لأنك تستطيع أن تقول لا، امتن لأنك تتنفس الآن! الامتنان سحر! تتخيل أسوأ ما يمكن أن يحصل، ثم تمضي قائلا وتلقائيا، الحمد لله أن هذا لم يحصل.
تخيل -لا قدر الله- أن كل الأشياء التي اعتدت عليها وتشعرك بالدفء وتستمر لأجلها في هذه الحياة أضحت غير موجودة، اختفت من حولك جملة واحدة دون أثر، التخيل وحده مرهق، فما بالك إن حدث هذا على أرض الواقع، تخيل كل هذه الأمور وامتن إلى الله على كل ما أحاطك به من نعم وموجودات، وانظر من بعد هذا إلى كل شيء مهما كان بسيطا من حولك بتقدير وامتنان، وقل الحمد لله على ما أنت عليه من حال.
[email protected]