لقد ارتبط في ذهني أن كلمة عالم الأولى مرتبطة بالبناء وكل ما هو مفيد، إلى أن تبين لي أن كسر حرف اللام في الكلمة الأولى قد حدث على أرض الواقع، وكان بعض العلماء هم السبب في كسر عظام وقطع أياد ونهب ثروات ورعب أطفال، واغتصاب نساء.
يصف الكاهن السويدي «ويلهلم سجوبلوم» مشهدا رآه بعينيه في الكونغو، أنه قد تم ربط طفل في السفينة التي كان يركبها، في المكان الأكثر عرضة للحرارة، ويقوم قبطان السفينة بالتلويح بالسوط للطفل، ويجعله ينتظر طوال النهار قبل أن يتذوق طعم هذا السوط، إلى أن جاءت لحظة الألم.
يقول الكاهن إنه حاول عد الضربات التي وجهها القبطان للطفل، والذي يعتقد أنها بلغت الستين تقريبا، بالإضافة إلى الركل بالقدم على الظهر والرأس، واصفا وجه القبطان بالسرور والرضا لما يفعله بالطفل، الذي تلطخت ثيابه بالدم، وأصبح يتلوى كالدودة.
وكلما مر القبطان على الطفل، هو أو أحد معاونيه، يكون نصيبه ركلة أو عدة ركلات.
لم يستطع الكاهن أن يتفوه بكلمة، وكان عليه أن يلتزم الصمت، وإلا تعرض لما لا يحمد عقباه.
يحكي ما سمعه من هؤلاء الرجال على السفينة أثناء تناولهم لوجبة العشاء، لقد كانت مفاخرهم التي يفتخرون بها، ويعتبرونها بطولات، ما فعله أحد أصدقائهم أثناء تعامله مع السود، لقد جلد ثلاثة من السود بقسوة شديدة حتى ماتوا من ذلك. مضيفا قول أحدهم عن السود: «إن أفضلهم غير جدير بأن يموت مثل خنزير».
ما فعله هؤلاء المرضى النفسيون بهذا الطفل الأسود المسكين، كان سببه العلم كما يدعون.
فما لا تعرفه عن «داروين»، أنه كتب في إحدى رسائله عام ١٨٥٩ أن التقدم يمكن أن يبرر إبادة الأجناس الأقل معرفة وتفكيرا.
كما تنبأ في كتابه أصل الإنسان عام ١٨٧١ بمرحلة مستقبلية غير بعيدة قياسا بالقرون، بقيام الأجناس المتمدنة بإبادة الأجناس المتوحشة في العالم بأسره.
السؤال الآن هل تحدث نبوءة دارون؟ (التي يقومون بالعمل على تحقيقها).
عن نفسي، أنا مطمئن، فقد قال دارون إن الإنسان أصله قرد، ونقول له إن الإنسان أصله آدم.
الحقيقة التي يجب أن تكون مؤمنا بها أيها القارئ، أن تخطيط العبد لن يقدر على تغيير ما قدره رب العباد.
لقد مات دارون، والله حي لا يموت.
@salehsheha1