في إنجاز طبي متميز لمستشفى الدكتور سليمان الحبيب في الخبر، أجريت بنجاح عملية قلب مفتوح باستخدام تقنية «التدخل الجراحي المحدود»، حيث ساهم ذلك في إنقاذ حياة مريض يبلغ من العمر41 عاما، والذي كان يشكو من ذبحة صدرية وضيق وتصلب في الشرايين المغذية لعضلة القلب والضغط وآلام بالصدر، ذكر ذلك الدكتور فهد المخدوم استشاري طب وجراحة القلب الحاصل على الزمالة الكندية، الذي قال إنه فور وصول المريض المستشفى تم عمل الفحوصات اللازمة وإخضاعه للفحوصات المخبرية وإجراء أشعة (X-RAYS) على كامل منطقة الصدر، بالإضافة إلى عمل أشعة على القلب، وبمراجعة تاريخه المرضي تبين أنه تعرض لأزمة قلبية قبل ستة أشهر، ما تطلب عمل قسطرة تشخيصية، وقد أظهرت نتائجها وجود ضيق حاد بالشريان الأيسر الرئيسي التاجي المغذي للقلب بنسبة 90 %، ما استدعى نقله على الفور لغرفة العمليات، وخضع المريض بشكل عاجل مجددا لحزمة من الفحوصات الطبية الدقيقة اللازمة، بما فيها الإيكو وفحوصات الدم، والتي أكدت جميعها إمكانية إجراء العملية.
وأوضح د. فهد أن المريض خضع لعملية قلب مفتوح استغرقت حوالي 6 ساعات، وتم خلالها زرع شرايين للمريض بالتدخل المحدود، عبر فتحة تبلغ من 5 إلى 7 سم للجانب الأيسر من الصدر، دون الحاجة لفتح الصدر من الأمام، وبفضل الله تكللت الجراحة بالنجاح، وتمكن الفريق الطبي من إنقاذ حياة المريض، وعقب انتهاء العملية تم نقله للعناية المركزة وظل تحت المراقبة حتى خروجه من المستشفى بعد ثلاثة أيام وهو يتمتع بحالة صحية جيدة.
ونوه د. فهد إلى أن استخدام تقنية التدخل المحدود في عمليات القلب المفتوح، تتطلب تدريبا وتأهيلا عالي الكفاءة وإمكانات متقدمة، وتتميز بأنها تساعد في سرعة التعافي والشفاء بعد العملية، وتجنب المريض مضاعفات وآلام فتح الصدر بمقدار 20 سم كما هو الحال في الجراحة التقليدية.
وأضاف د. المخدوم أن جراحات التدخل المحدود تقلل من استخدام نقل الدم ومشتقاته، وذات نسبة محدودة من احتمالات وجود النزيف أو التهابات الجروح، وعادة ما يكون الجرح تجميليا ومخفيا لصغره، كما تساعد المريض على العودة إلى نمط الحياة المعتاد في فترة زمنية قصيرة، وتقلل من استخدام التنفس الاصطناعي وكذلك فترة البقاء في العناية المركزة لساعات قليلة تتراوح بين 6 ساعات إلى 12 ساعة، ومعدل البقاء في المستشفى إلى ثلاثة أيام فقط.