أكدت مجلة «بوليتيكو» أن هامش المناورة المتاح أمام الاتحاد الأوروبي في معاقبة روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا لا يزال محدودًا. وبحسب تقرير للمجلة، فإن مطالبات صقور أوروبا مواصلة ضرب موسكو بعقوبات جديدة تجد استجابة فاترة داخل القارة.
وأشار تقرير المجلة إلى فتور دول القارة بخصوص الاستجابة لمناشدات الجناح الشرقي للاتحاد، والتي دعت الدول الأعضاء إلى اتِّباع نهج أكثر تشددًا تجاه موسكو، ومنع السياح الروس من دخول الاتحاد الأوروبي، في محاولة لعزل الطبقة الأكثر ثراء في البلاد عن وجهات إجازاتها المعتادة.
وأضاف: في الوقت الذي يجتمع فيه وزراء الدفاع والخارجية الأوروبيون لإجراء محادثات غير رسمية في براغ هذا الأسبوع، الذي يمثّل بداية الموسم السياسي الخريفي للكتلة، يقر المسؤولون بضعف شهية دول الاتحاد لهذه المبادرة منخفضة التكلفة ومنخفضة المخاطر نسبيًا، ناهيك بإجراءات جديدة أكثر صرامة.
انقسامات بين القادة الغربيين والحكومات الشرقية
تقرير المجلة الأمريكية توقَّع توصّل الوزراء إلى اتفاق سياسي، من ناحية المبدأ، لإبطاء عملية منح التأشيرات للروس وجعلها أكثر تكلفة، وتابع: قبل الاجتماع، حاولت ألمانيا وفرنسا تحديد النغمة، وتعميم مذكرة على عواصم الاتحاد الأوروبي تقول إن "حظر التأشيرات لن يؤدي إلا إلى عزل الشعب الروسي"، بما يكشف الانقسامات بين بعض القادة الغربيين ومجموعة من الحكومات الشرقية.
ونقل عن المذكرة التي أعدتها برلين وباريس: بينما نحصر الاتصالات مع ممثلي النظام والسلطات في المجالات ذات الأهمية الحيوية للاتحاد الأوروبي، نحتاج إلى النضال بشكل استراتيجي من أجل قلوب وعقول السكان الروس، على الأقل في القطاعات التي لم تنفصل تمامًا بعد عن الغرب.
مخاوف الحكومات واحتمالات تحول المواقف
بحسب التقرير، فإن هذه الحجة أثارت سخط أولئك الذين يطالبون بفرض حظر واسع النطاق. ونُقل عن رئيس الوزراء الإستوني كاجا كالاس قوله في مقابلة إن: «فرض قيود على التأشيرات السياحية الواسعة يضرّ بروسيا، لكنه لا يضرّ الجانب الأوروبي»، هذه الخطوة تخشاها روسيا، لأنها تؤثر في النخبة.
وخلص التقرير إلى أن هذا الجدل يُسلّط الضوء على الهامش المحدود للكتلة للمناورة، إذ تخشى الحكومات ارتفاع التضخم وتكاليف الطاقة، وتنذر بتحول محتمل في الديناميكيات بين عواصم الاتحاد الأوروبي في الأشهر المقبلة.
ونُقل عن دبلوماسي أوروبي رفيع، قوله: استُخدمت جميع الخيارات تقريبًا، والآن من الصعب العثور على تدابير فعالة لا تؤذينا أكثر.