فما الذي يحدث في العراق وكيف وصلت إلى هذه المرحلة؟
تسلسل لبداية الأزمة السياسية في العراق
- أكتوبر 2021: فاز التيار الصدري بـ73 مقعدًا في البرلمان محققًا زيادة كبرى، في حين فاز ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي بـ39 مقعدًا، وخسرت تحالفات أخرى عشرات المقاعد.
- مارس 2022: رفض الصدر التحالف مع الإطار التنسيقي الذي يضم قوى أخرى، وأعلن التحالف مع تحالفات أخرى لتشكيل تحالف "إنقاذ وطن".
- مايو 2022: دعا "الصدر" النواب المستقلين إلى إنهاء الأزمة السياسية الخانقة في العراق، عبر التحالف مع "إنقاذ وطن" وتشكيل حكومة جديدة خلال 15 يومًا.
- يونيو 2022: استقال نواب الكتلة النيابية للصدر، وعوَّض الإطار التنسيقي والمستقلون مقاعد الكتلة الصدرية، وأجرى الإطار التنسيقي مباحثات لتشكيل الحكومة.
- يوليو 2022: رشح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، وحدد يوم 31 من يوليو موعدًا لعقد جلسة البرلمان لتمريره.
- 30 من يوليو 2022: اقتحم أنصار "الصدر" مبنى البرلمان واعتصموا داخله رفضًا لترشيح السوداني، الأمر الذي أشعل فتيل الاحتجاجات.
- 23 من أغسطس 2022: وسّع أنصار الصدر اعتصامهم، ليشمل مبنى مجلس القضاء للمطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.
استمرت المواجهات السياسية الطويلة، في الوقت يُعد هو الأطول للبلاد دون حكومة، ما أدى إلى اضطرابات جديدة في الوقت الذي يكافح فيه العراق للتعافي من عقود من الصراع.
مقتدى الصدر واعتزال الحياة السياسية
بعد هذه الأحداث، أعلن "الصدر" اعتزالَ الحياة السياسية وإغلاق المؤسسات الخاصة بتياره، ما يضع المشهد العراقي أمام الاحتمالات كافة.
أثارت هذه الخطوة المئات من أتباعه الغاضبين، ما أدى إلى اقتحام القصر الجمهوري وإثارة اشتباكات مع قوات الأمن، قُتل فيها 23 شخصًا على الأقل فضلًا عن إصابة أكثر من 400 آخرين.
وأفادت وسائل إعلامية بأن جهاز الأمن العراقي سيطر بالكامل على القصر الجمهوري في بغداد باستخدام الغاز المسيل للدموع ضد أنصار الصدر.
Protesters who took control of #Iraq’s Presidential Palace swim in its pool to cool themselves in the boiling summer #العراق pic.twitter.com/BHs69fvlPj— Soran (@sorankhateri) August 29, 2022
إعلان حظر التجول في العراق
أعلن الجيش العراقي حظر التجوال في جميع أنحاء البلاد، وعلق رئيس الوزراء المؤقت جلسات مجلس الوزراء ردًا على العنف، بينما كانت الاشتباكات الدامية تشهد تطورات متلاحقة.
مع حلول الليل اشتبكت ميليشيات مع مجموعة من فصائل أخرى وسط تدخل عناصر من الجيش والقوات الخاصة العراقية لاحتواء الأزمة وإيقاف النزاع بين المسلحين، مع استمرار الاشتباكات لساعات داخل المنطقة الخضراء، مقر الحكومة العراقية.
| Heavy Military Presence in #Baghdad’s Green Zone. #Iraq #العراق #بغداد pic.twitter.com/xMYtwbFEyv— Unit 84 (@IntelPasha) August 29, 2022
صواريخ في المنطقة الخضراء
وذكرت خلية الإعلام الأمني، في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية، أن المنطقة الخضراء في بغداد تعرَّضت لقصف بأربعة صواريخ سقطت في المجمع السكني، ما أدى إلى حدوث أضرار فيه، مبيِّنة أنها حدَّدت مكان إطلاق الصواريخ من منطقتي: الحبيبية والبلديات، شرقي العاصمة بغداد.
وتجوَّل مسلحون في شاحنات صغيرة يحملون مدافع رشاشة ولوَّحوا بقاذفات قنابل يدوية بينما التزم السكان بحظر التجول.
ليست المرة الأولى لمقتدى الصدر
هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها "الصدر" تقاعده من السياسة، ورفض كثيرون خطوة يوم الإثنين باعتبارها خدعة أخرى لكسب نفوذ أكبر ضد منافسيه.
واستخدم "الصدر"، الذي دعا إلى انتخابات مبكرة وحل البرلمان، هذا التكتيك في مناسبات سابقة، عندما لم تسر التطورات السياسية وفق إرادته وسط حالة من الجمود المتفاقمة.
السفارة الأمريكية على خط الأزمة
دخلت السفارة الأمريكية على خط الأزمة -ويقع مقرها بالمنطقة الخضراء في بغداد التي اقتحمها المتظاهرون- مُعربة عن شعورها بالقلق إزاء تصاعد التوترات في العراق، مؤكدة ضرورة عدم تعريض أمن العراق واستقراره وسيادته للخطر، وأنه حان الوقت للحوار وحل الخلافات.
وذكر بيان للسفارة أن تقارير الاضطرابات في جميع أنحاء العراق اليوم مثيرة للقلق، إذ لا مجال للمؤسسات العراقية للعمل، وتشعر الولايات المتحدة بالقلق إزاء تصاعد التوترات وتحث جميع الأطراف على أن تظل سلمية وأن تمتنع عن القيام بأعمال يمكن أن تؤدي إلى دوامة من العنف.
الخارجية السعودية تُعلِّق
وقالت وزارة خارجية المملكة، إنها تتابع ببالغ القلق والاهتمام تطورات الأحداث الجارية في العراق، معربة عن أسفها لما آلت إليه الأحداث من سقوط عدد من الضحايا وإصابة آخرين.
ودعت المملكة العربية السعودية جميع الأطراف والقوى السياسية في العراق إلى الوقوف صفًا واحدًا للحفاظ على مقدرات ومكتسبات العراق وشعبه الشقيق، كما تدعم المملكة جميع الجهود الرامية إلى تجنيب العراق وشعبه الشقيق ويلات الانقسام والصراع الداخلي.
وحثَّت المملكة جميع الأطراف والقوى السياسية في العراق إلى اللجوء للحلول السلمية لمعالجة مطالب الشعب العراقي الشقيق، بما يضمن الأمن والاستقرار والازدهار للبلاد وشعبها.
رفع حظر التجوال
بدأ المحتجون إخلاء الشوارع وساحات الاحتجاجات بالعاصمة بغداد، بعد دعوة من القوى السياسية والدولية.
وأفادت وكالة الأنباء العراقية بأن السلطات قرَّرت رفع حظر التجوال في بغداد والمحافظات، في أعقاب انسحاب المحتجين من المنطقة الخضراء.