ومن المعلوم أن تلوث الهواء ينتج عن احتراق الوقود الأحفوري في المصانع والسيارات والطائرات والكهرباء، ويسبب مشاكل صحية مثل تفاقم حالات الربو وحتى الإعاقات الخلقية.
وأمام هذه التحديات التي تشغل قادة العالم برز لنا نموذج استثنائي لفت أنظار العالم إلى ابتكار مذهل يعد حلا جذريا لما عجز العالم عن مواجهته من التلوث ومخاطره على الإنسان والبيئة، حيث جاء إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد حفظه الله إطلاق المدينة الحالمة وهي مدينة «ذا لاين» في «نيوم»، التي ستكون مقياسا لمدن المستقبل في العالم حيث تركز المدينة الجديدة على بناء مجتمعات مترابطة معززة بالذكاء الاصطناعي، تعمل بشكل كامل بالاعتماد على الطاقة المتجددة على امتداد 170 كيلومترا، دون ضوضاء أو تلوث أو حتى مركبات، بما يلغي مفهوم الازدحام ويعزز من جودة الحياة. إضافة إلى اعتماد المدينة على النقل الآلي والذكاء الاصطناعي في كافة مناحي الحياة داخل ذا لاين.
وبحسب معلومات المشروع فإن أبعد رحلة في ذا لاين تستغرق نحو 20 دقيقة فقط، حيث إن المجتمعات مترابطة افتراضيا فيما بينها، فنحو 90 % من البيانات سخرت لتعزيز قدرات البنية التحتية، في حين يتم تسخير 1 % من البيانات في المدن الذكية الحالية.
هذه المدينة التي هي ثمرة جهود ولي العهد منذ أن أعلن عن رؤية المملكة 2030 التي تضمنت إعلان نيوم كمشروع استثنائي يخدم الطبيعة ويعزز الاستثمارات التقنية والطاقة والابتكارات الملهمة.
لذلك فإن مشروع ذا لاين سيكون مقياسا جديدا في بناء المدن في العالم وستكون المملكة العربية السعودية هي الرائدة في هذه التجربة الفريدة التي أولت الإنسان والبيئة اهتماما كبيرا حيث جاء ضمن بنود الرؤية الرئيسة رفع مستوى «جودة الحياة»، وذلك من خلال الاهتمام بأكثر من محور، يركز بشكل أساس على الإنسان والبيئة المحيطة به، بحيث يكون فضاء العيش مناسبا لحياة كريمة آمنة ومستدامة، تكون فيها صحة الفرد أفضل، وأيضا طرق معيشته وإنتاجيته، والخدمات المقدمة له، بما يحافظ على البيئة في ذات الوقت، ويقلل من مستويات التلوث.
ومع هذا الابتكار ستتجاوز ذا لاين الطابع المحلي لتكون نموذجا عالميا تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتلبي رغبات إنسان المستقبل، وفي ذات الوقت تتلافى سلبيات المدن الكبيرة التي نشأت بعد الثورة الصناعية. وبذلك تتربع المملكة على منصة الريادة والقيادة إلى عالم المحافظة على الطبيعة من خلال بناء مشاريع صديقة للبيئة تنعكس على تأمين حياة كريمة للمواطنين خالية من التلوث والضجيج وتقدم كل ما في الطبيعة لصحة الإنسان وعطائه.