سلط موقع "ماركت بليس" العالمي الضوء على التقلبات الحادة التي تشهدها أسواق المعادن النفسية، في ظل مؤشرات رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة مجدداً في اجتماع سبتمبر المقبل، وهو ما يعني زيادة قوة العملة الأمريكية على حساب المعدنين اللذين ينظر لهما كملاذات آمنة في أوقات الاضطرابات.
وبحسب الموقع، تراجعت أسعار الذهب والفضة بالأمس للجلسة الثالثة على التوالي في الأسواق الأمريكية، واستقرت عند أدنى مستوى لها في أكثر من شهر، مع استقرار كلا المعدنين النفيسين عند أدنى مستوياتهما في أكثر من شهر.
واقتربت أسعار الذهب من أدنى مستوياتها في جلسة واحدة بعد وقت قصير من البيانات التي أظهرت يوم الثلاثاء أن مسح ثقة المستهلك الأمريكي ارتفع في أغسطس للمرة الأولى في أربعة أشهر، وسط جهود من مجلس الاحتياطي الفيدرالي لترويض التضخم.
هبوط جماعي
تراجعت العقود المستقبلة للذهب تسليم ديسمبر 0.8٪، لتصل إلى 1736.30 دولاراً للأونصة، فيما سجلت أسعار العقود الأكثر نشاطاً أدنى مستوى لها منذ 27 يوليو الماضي، وفقاً لبيانات مؤشر "داو جونز".
وخسرت العقود المستقبلية للفضة تسليم ديسمبر ما يقرب من 2.1٪، لتصل إلى 18.287 دولاراً للأونصة. ولم تستقر الأسعار عند هذا المستوى المنخفض منذ 14 يوليو الماضي.
كما انخفضت العقود المستقبلية للبلاديوم تسليم ديسمبر 2٪، لتصل إلى 2087.80 دولاراً للأونصة، بينما انخفضت عقود البلاتين المستقبلية تسليم أكتوبر بمقدار 22.20 دولاراً أو ما يعادل 2.6٪ لتصل إلى 832.10 دولاراً للأونصة.
ومن المعادن النفيسة إلى نظيرتها الصناعية، حيث انخفضت عقود النحاس المستقبلية تسليم ديسمبر بمقدار 6 سنتات أمريكية، أو ما يقرب من 1.7٪، لتصل إلى 3.551 دولار للرطل.
ضغوط متزايدة
لكن رغم هذا الانخفاض يقول المحللون أن الذهب والفضة ما يزالا "مدعومان جيداً فوق أدنى مستويات الصيف"، كما قال بيتر سبينا، رئيس شركة "جولد سيك دوت كوم" في تصريحات لموقع "ماركت بليس".
وأضاف أن ارتفاع أسعار الفائدة والدولار الأمريكي "ساعدا في الضغط" بشكل متزايد على سعر الذهب، خاصة بعد تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة الماضي، التي أشار فيها إلى استمرار المركزي الأميركي في سياسة التشديد النقدي.
واستطرد: "الذهب يتعرض لتقلبات كبيرة على غرار باقي الأسواق، بسبب ميل باول ورفاقه لتشديد السياسة النقدية، مع احتمالات رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى في اجتماع الفيدرالي المقبل. والآن، يتم أخذ كل ذلك في الاعتبار بالسوق".
تأثيرات سلبية
بالنسبة للأداء الشهري، انخفض تداول العقود المستقبلية للذهب، تحت وطأة زيادة قوة الدولار الأمريكي وكذلك عوائد سندات الخزانة.
وفي تداولات الثلاثاء، ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنسبة 3.1٪، أو ما يعادل 1.3 نقطة أساس لتصل إلى 3.120٪، في حين انخفض مؤشر بورصة انتركونتيننتال للدولار الأمريكي بنسبة 0.12٪، وهو مقياس لقوة الدولار مقابل سلة من العملات الأخرى.
قال إدوارد مويا، كبير محللي السوق في شركة "أواندا"، في تقرير محدث للسوق إن المستثمرين "يواصلون رؤية الرياح العكسية الناجمة عن بيانات التضخم المرتفعة، والتي تدعم المزيد من تشديد البنك المركزي الأمريكي، ويبدو أن تقلب المعدن الأصفر سيستمر لفترة أطول".