وإما أن يرفضها جملة وتفصيلا وفي النهاية هي كلمات إما تؤخذ أو ترد إلى مقتبسها، ومما لا شك فيه إذا ما ذهبت إلى الأمثال الشعبية فقد تجد أن بعضها يجسدك أو يرسم تفاصيل إيقاعاتك مع الحياة والآخر لا تتفق معه وقد يكون صحيحا، ولكنه عفى عليه الزمن.
اما بعض الاقتباسات الرنانة والتي تستمد من الموروثات الثقافية والاجتماعية فيتجدد الإيمان بها عند كل مرة تستمع إليها وكأنها قيثارة تعزف تنهدات التأكيد منك وأرى خيالك يسرح بكمية من الأمثال التي كنت تنصت إليها منذ فترة طويلة وتتجدد في تجربتك الإنسانية على كل حال.
ومن زاوية أخرى فهي كثيرة السفر تتنقل ما بين أروقة الكتب والمقالات والخطب وبين ثقافات البشر تزدهر فإذا أردت أن تعرف كيف يفكر البشر استمع إلى تلك الاقتباسات التي يرددونها فهي كلمات وصفية تعبيرية عن تصورات الواقع الذي يعيشونه من حيث المبادئ والقيم.
ومن الظلم أن تكتب أو تنسب الاقتباسات لغير أصحابها فتداول الاقتباسات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وتأكيد بصمة قائلها بختم صورته لكي يأخذ الاقتباس زخم الإعجاب أمر غير أخلاقي بكل تأكيد.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (أظل أهاب الرجل حتى يتكلم فإن تكلم سقط من عيني أو رفع نفسه عندي) مما يدل على قوة الكلمة أو هشاشتها.
وهذا ما يحدث عند المقابلات الشخصية تحت اقتباس (الانطباع الأول هو الانطباع الأخير) سواء كنت تتفق مع هذه المقولة أو لا، قدرة المتقدم للوظيفة أن يوظف كلماته ويشكلها بما يتناسب مع ما يستطيع تقديمه هو بلا أدنى شك يمنحه وسام الانتقائية أو يتم اختيار من كانت كلماته أكثر دقة ووضوحا للموقف.
لذلك يقول سقراط (تكلم حتى أراك) بل انه إذا أردت معرفة كيف يفكر فيلسوف معين أو عالم ما اقرأ اقتباساته وسوف تجد أنه على مر الزمن تغيرت كثير من أفكاره بناء على تلك الاقتباسات التي يبنيها ويتبناها.
فالحياة كفيلة بأن تتعلم من عثراتك وتغير قناعاتك بناء على التجربة فهي ركيزة الحاضر وإنما المستقبل هو واقع يأخذ منحى ثبات الاقتباسات أو تغييرها.
حساب تويتر: @BakraaMoutasem