سنوات طويلة يجري وراء شغفه وحبه، ممارسًا هواية تبدو غريبة لعديد من الناس، لكنها عشقه، وتمثل ثروة نادرة وتحفًا فنية فريدة يجب الاعتناء بها.
17 عامًا ظلّ خلالها عبد الله الصنيع، عاشق السيارات الكلاسيكية القديمة عاكفًا على تجميع تلك المركبات وصيانتها وإعادتها جديدة كما كانت، بل خصّص جزءًا من منزله متحفًا لها.
"الصنيع" واحد من عشاق السيارات القديمة الذين وقعوا في غرامها، وواحد من بين قلائل في المملكة أسهموا في الحفاظ على هذه الأنواع حتى أصبحت مقتنيات ثمينة، تستحق وضعها في المتاحف، كما فعل "الصنيع" بمنزله شرقي محافظة عنيزة.
اقتناء السيارات الكلاسيكية هواية لكبار السن
يعد اقتناء السيارات الكلاسيكية النادرة من أكثر الهوايات التي يقبل عليها لكبار السن، لاعتبار التميز في حد ذاته، واسترجاع ذكريات شبابهم وذكريات آبائهم وأجدادهم مع سيارات كانت مصدر رزقهم، إبان بداية النهضة في المملكة، لتصبح في وقتنا الراهن تحفة فنية ونافذة على الماضي، وبضاعة رائجة في المحافل والمعارض على مستوى الخليج العربي.
متحف للسيارات داخل منزل "الصنيع"
ولعل ما دفعه لتخصيص جزء من منزله متحفًا للسيارات الكلاسيكية التي يعود عمر بعضها إلى 50 عامًا، كونها "ثروة تزيد قيمتها مع مرور الزمن، فضلًا عن كثرة تصديرها للخارج حتى كاد أن يجف السوق منها، ولذا وجب عرضها للمواطنين بالخليج وللخارج"، بحسب قوله لـ"اليوم".
السيارات الكلاسيكية تُباع في المزادات
يشتري "الصنيع" غالبية سياراته من مزادات حكومية لامتيازات عدّة، أولها حالتها تكون جيدة نسبيًا رغم أسعارها المرتفعة بسبب الإقبال على الشراء، إذ تتراوح ما بين 50 و70 ألف ريال، وأيضًا الحصول عليها خارج المزادات أمر شاق، لأن غالبية المُلاك لا يرغبون في البيع، أو يطلبون أسعارًا باهظة للغاية.
أنواع سيارات المتحف
ويضم متحف "الصنيع" نحو 60 سيارة منها 95% من "اللاندكروزر" حتى موديلات 84، خاصة "FG40"، وأيضا "GMC" ونيسان 280 سي موديل 77، وكابرس موديل 86.
وأوضح أنه يهوى تجميع السيارات ذات القيمة التاريخية والتي يعرفها المجتمع السعودي، ومن الصعب أو نادر الحدوث أن يبيع إحدى سيارات المتحف.
يعتز "الصنيع" بجميع الأنواع في معرضه، غير أن هناك سيارتين مميزتين للغاية، إحداهما موديل 83 لم تقطع سوى 30 كيلو فقط، أما الثانية فـ"لاندكروزر" موديل 81 وأيضًا لم تقطع مسافة كبيرة، واصفًا إياهما بـ"النادرة والنظيفة".
أكثر ما يجعل "الصنيع" سعيدًا، عندما يزور أحد معرضه ويتجول ويقف عند كل سيارة وكأنه يستدعي الماضي وأيام الشباب، وهو ما حدث بالفعل مع ضيف عزيز، وأيضًا حينما يقود سيارات قديمة وسط الموديلات الحديثة، إذ تحتفظ بعنصر المتعة في القيادة وتثير إعجاب من يراها.
على الرغم من أن متحف "الصنيع" ليس للعامة، فقد أعرب عن ترحيبه بكل من يريد زيارته: "معرضي مفتوح للجميع، وهو قِبلة لكثير من المواطنين، والأمراء والوزراء من مختلف مناطق المملكة، وأيضًا من فرنسا ودول الخليج وأمريكا".
من شابه أباه فما ظلم
اعتاد أبناء "الصنيع" هواية والدهم، وأصبحوا يشاركونه ويعتنون بالسيارات، قائلًا: "من شابه أباه فما ظلم".
مشاركة في المهرجانات
شارك "الصنيع" في مهرجان السيارات التراثية والكلاسيكية "كلاسيك القصيم 3"، واستطاع معرضه أن يحصد المركز الأول بعدما شارك بـ6 سيارات، لافتًا إلى أن هناك مهرجانات أقيمت بالدرعية وغيرها بالخليج، لكنه لم يشارك بها لبُعد المسافة، ما يجعل عملية نقل السيارات مخاطرة.
ويتضمن "كلاسيك القصيم"، عددًا من الفاعليات والأنشطة المتنوعة، كما يعدّ ملتقى لعشاق هذه الهواية من المملكة ودول الخليج العربي، إذ يعرض أفضل أنواع السيارات القديمة مستنفرة جميع متاحف المنطقة الخاصة، التي اعتاد أصحابها تخزين القطع التراثية القديمة والسيارات الكلاسيكية.