منذ الصغر نشاهد رسوما وأفلاما لأبطال خارقين، ونتفاعل مع أحداثهم، وندقق في طريقتهم لإخفاء حقيقتهم، وكيف ينجحون في ذلك، رغم أنه في بعض الأحيان يوشك أن يكشف أمرهم!
وما زال لهؤلاء الأبطال معجبون ولقصصهم رواج في كل مكان ولكل جيل، قد تكون القصة هي من تشد المشاهد، أو وجود من يمتاز بصفات خارقة هو ما يجعله مستمرا في حصد المعجبين.
سأضيق المشهد قليلا إلى لقطة إخفائهم لحقيقتهم، لكل منهم أسبابه، لكن هل نحن واقعيا مثلهم؟ هل لديك ممارسات، هويات، رغبات، قناعات، وغيرها تلبس قناعك حينما تقوم بها؟ وهل لبس القناع هو جراء خوف، خصوصية، عار، أو مغامرة؟ وماذا لو تجرأت وأعلنت هويتك بإزالتك للقناع، ماذا سيحدث؟
أحيانا قد يكون إخفاء بعض الأشياء نتيجة خوف على شكلنا أو مكانتنا، رغم أن ما نخفيه ليس بذلك الشيء الخطير، إلا أنه يكسر مظهرنا الذي اعتاد عليه الناس، وأحيانا أخرى يكون نتيجة خوف من أن ننبذ من محيطنا القريب، لأننا نختلف عنهم في شيء لا يكون فيه مخالفة دينية أو إنسانية، إنما مخالف لما اعتادوا عليه ولرسمة رسموها لكل من يقع في ذلك المحيط!
وآخرون قد يخفون عواطفهم لأنهم تربوا على أن العواطف ضعف، لكنها تظهر في الخفاء لمن يطمئنون في إزالة قناعهم أمامه ولكونه أيضا خارجا عن نطاقهم، وقد لا يكون نتيجة ضعف إنما هو خوف على مشاعرهم وخوف من كسر خواطرهم، وغيرهم ذوو المنظور المختلف في بعض الممارسات ويفضلون إخفاءها لأنهم يخافون أن يكونوا في خانة التندر والتقليل منهم كأن يقال: رجل وهذه هي اهتماماتك؟ استرجل! أو امرأة وتتجرأين أن تقولي ذلك؟ أو تطلبين هذا؟ أين حياؤك؟ وهناك من يعيشون في كوكب مصاب بالعوج وهم من الذين يخفون رغباتهم المريضة نتيجة خوفهم من العقوبات فقط.
فكرت كثيرا هل أنهي مقالي هذا بخلع قناعي الأسود حتى أكون أول من يجيب عن سؤالي الأخير، أم أنتظر من يفوقني شجاعة لأكون بعده، أو استمر في لبسه حتى لا يهجم على حياتي إعصار يغير من أجوائي المتقلبة أصلا!
إجابتي هي أني أزلت أحدها في خواطري لكوني واقعيا امرأة قوية، عملية، بملامح حادة فمن احتك بي يرى ذلك، ولكني أظهرت عاطفتي أو بالأصح أعدتها بعد سنين من إلجامها عندما شعرت بحاجتي إلى التعبير عنها وإظهارها، ولم أعر انتباها لرأي من قد يصدم بين شخصيتين غير متطابقتين واقعيا وافتراضيا!
وأخيرا ما الذي لا يعلمه أحد غيرك وتلبس قناعك الأسود حين تقوم به أو تحاول أن تخفيه عن الناس؟
@2khwater