وضعت رؤية 2030، البيئة والطاقة النظيفة المستدامة ضمن عوامل بناء مستقبل واعد للمملكة؛ إذ ترى الدولة السعودية أن هذا التحول من شأنه تغيير وجه الحياة للأفضل، لا سيما في ما يخص وسائل النقل التي تخطط المملكة لأن تعتمد على الطاقة النظيفة.
لذا أطلقت المملكة البرنامج الوطني للطاقة المتجددة كمبادرة استراتيجية تحت مبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة ورؤية المملكة 2030، ويستهدف زيادة حصة المملكة في إنتاج الطاقة المتجددة إلى الحد الأمثل، وتحقيق التوازن في مزيج مصادر الطاقة المحلية والوفاء بالتزامات المملكة تجاه تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
لوسيد الكهربائية
كانت الخطوة الرائدة نحو سيارات تستخدم الطاقة النظيفة هي استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، على حصة الأغلبية في شركة لوسيد للسيارات الكهربائية، ضمن خطة المملكة للاعتماد على وسائل النقل النظيفة، إذ يمتلك نحو 62% من الأسهم.
وبحسب اتفاق بين الممكلة وشركة لوسيد، فإن المملكة ستشهد بدء تصنيع السيارة عام 2024، عبر مصنع في الوادي الصناعي بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية.
الشركة الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية تعد المنافس الأمريكي لشركة تسلا التي يمتلكها الملياردير إيلون ماسك.
مصنع السيارات الكهربائية
وأعلنت وزارة الاستثمار، مايو الماضي بدء تنفيذ أعمال بناء مصنع متقدم لـ"لوسيد" في المملكة، بطاقة إنتاجية تبلغ 155 ألف سيارة سنويًا وباستثمارات تتخطى 12,3 مليار ريال.
وقال وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، إن خطوة تطوير صناعة السيارات الكهربائية في السعودية تعكس التزام المملكة القوي بتعزيز الاقتصاد الأخضر وتخفيف الانبعاثات الكربونية.
ولفت "الفالح" إلى أن قطاع النقل يلعب دورًا مهمًا في انتقال المملكة إلى اقتصاد أكثر اخضرارًا، وفي جهود المملكة لتحقيق التزامها بالوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060.
وبحسب وزير الاستثمار، من المخطط أن تنتج شركة لوسيد 4 أنواع مختلفة من السيارات الكهربائية، ابتداء من عام 2023، ومن المتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية الكاملة للمصنع إلى 155 ألف سيارة في 2028، كما سيصدر المصنع نحو 95% من إنتاجه، مما يدعم ميزان مدفوعات المملكة، وسلاسل الإمداد.
وكانت المملكة قد أعلنت التزامها بشراء 50 ألف مركبة كهربائية مع إمكانية شراء 100 ألف إضافية، خلال عشر سنوات قادمة، إذ من المتوقع بدء تسليم مركبات المصنع الكهربائية في السوق السعودي خلال هذا العام.
الهيدروجين في المملكة
أرقام واعدة تتحدث عن نفسها في ما يخص استخدام الهيدروجين عالميًا، إذ من المتوقع أن يُسهم استخدامه كمصدر طاقة نظيف ومتجدد في الحد من الانبعاثات الإجمالية بمقدار 200 مليون طن سنويًا، بحلول عام 2030م و1600 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050م.
ورأت المملكة ضمن رؤيتها 2030، أن مقوماتها تؤهلها كي تكون في صدارة هذا القطاع؛ إذ تتمتع المملكة بموارد هيدروكربونية منخفضة التكلفة وموقع استراتيجي لمصادر الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة، ما يجعلها رائدة عالميًا في اقتصاد الهيدروجين.
ما الهيدروجين الأخضر؟
الهيدروجين وقود خال من الغازات الدفيئة، ويعد أحد العوامل التي قد تحرك تحوّلات مزيج الطاقة المستقبلية من خلال مجموعة واسعة من التطبيقات والاستخدامات المحتملة، ففي العمليات الصناعية مثلًا يستخدم كوقود أو مواد أولية، ويستخدم أيضًا لإنتاج الطاقة الكهربائية وفي وسائل النقل والمواصلات.
محطات الهيدروجين
شركة "إنوا" للطاقة والمياه والهيدروجين ، وهي إحدى الشركات التابعة لنيوم، أعلنت إنشاء أول مركز لابتكار وتطوير الهيدروجين HIDC على مستوى الشرق الأوسط.
وتستهدف هذه الخطوة تسريع نقل التقنيات الجديدة من المختبرات واستخدامها في السوق.
ومن المخطط أن يعمل المركز على عدة مشاريع، لعل أبرزها إنشاء محطة تعبئة ومركز لتوزيع الوقود النظيف إلى السيارات والحافلات والشاحنات الخالية من الانبعاثات، إلى جانب تطبيقات الطاقة النظيفة.
