أكدت عالمة الأبحاث في مرض السرطان بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام د. خلود الوصيعبي، بدء أعمال جمعية دعم أبحاث الأورام بالمنطقة الشرقية، وذلك خلال المؤتمر السنوي لأبحاث الأورام، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وافتتحه نيابة عنه الرئيس التنفيذي لتجمع الشرقية الصحي د. عبدالعزيز الغامدي.
تدريب وتعليموأوضحت أن للجمعية 5 أهداف إستراتيجية، وهي نشر علوم السرطان بين جميع فئات المجتمع، وتشجيع التدريب والتعليم للباحثين والأطباء والطلاب، لمساعدتهم على إجراء أبحاث عالية المستوى، إضافة إلى دعم الدراسات السريرية في المملكة، بما يعني استقطاب شركات الأدوية، لاستخدام أدوية جديدة لعلاج مرضى السرطان.
مركز متكاملوأشارت إلى أن من أهم الأهداف، إقامة مركز أبحاث متكامل، لإجراء أبحاث عالية المستوى بالمنطقة، يشمل معامل أبحاث، ومركز إدارة عمل الدراسات المسحية والوبائية، وإدارة الدراسات السريرية، وإدارة التصنيع الدوائي والحيوي.
دعم الباحثين
وبيَّنت أن من الأهداف كذلك، تقديم الدعم للباحثين، وتقديم استشارات، وربطهم مع باحثين وعلماء وخبراء في علم أمراض السرطان، موضحة أنهم في مرحلة التخطيط حاليًّا، وأنه من المخطط أن يقام مركز الأبحاث على أربعة طوابق، مضيفة: توجد عدة مراكز في المنطقة الشرقية لعلاج السرطان، ولكن هذا المركز سيكون أول مركز متكامل.
صناعات طبية
ولفتت إلى أن الجمعية تستهدف المتبرعين، لإنشاء هذا المركز، إضافة إلى العمل على الخطة، ودراسة الجدوى، موضحة أن العائد الوطني لهذا المركز، سيكون كبيرًا، وأنهم يأملون أن تكون هناك صناعات طبية متعددة.
الخزعة السائلةوبيَّنت أن مرض السرطان قابل للشفاء، خاصة حال اكتشافه في وقت مبكر، وأن الحالات المبكرة تحتاج للبحوث كذلك، متابعة أن من بين البحوث التي يعملون عليها، هي كشف مكان السرطان بالجسم من خلال قطرة دم واحدة، وهي إحدى التقنيات الجديدة، والتي سيتم استقدامها بالمملكة، وتسمى «الخزعة السائلة».
قطرة واحدةوقالت: «تتم من خلال فحص جيني لقطرة دم واحدة، ويمكن من خلالها اكتشاف الأماكن التي يمكن أن تصاب بالسرطان، وذلك دون الحاجة لأخذ الخزعات من الأماكن الحساسة، كالرئة وغيرها»، مضيفة إن لديهم خطة على مدار عامين، لإعداد البرامج، على أن يتم تنفيذ المركز خلال فترة من 5 إلى 10 سنوات.
الاختلاف الجينيوأكدت أن معظم الأبحاث الخاصة بالسرطان في دول الخارج، تكون على فحوصات جينية خاصة بشعوب تلك الدول، وأن المركز سيشمل إجراء الفحوصات الجينية على السعوديين، لضمان الوصول لأفضل علاج ممكن، موضحة أن الأدوية المستخدمة قد لا تناسب مصابي المملكة، وأن تلك الأدوية أثبتت فعاليتها في أمريكا وأوروبا، وليس الشرق الأوسط، نظرًا للاختلاف الجيني.
وأشارت إلى أن كثيرًا من المرضى سافروا للعلاج بالخارج، إلا أنهم عادوا ولم يتماثلوا للشفاء، نظرًا لأن الخريطة الجينية لا تطابق العمل البحثي بالخارج.
تصنيع الأدويةوأكملت أن الأدوية التي سيستخدمها المركز، سيتم اختبارها أولًا على السعوديين، وذلك بعد فحص الخريطة الجينية للمملكة، وقياس مدى استجابة المريض للدواء، على أن يتم إنتاج هذه الأدوية محليا، دون الحاجة للاستيراد من الخارج، خاصة أن كلفة الاستيراد تكون كبيرة.
وقالت: إن أبرز التوصيات التي خرجوا بها، هي رفع النداء للمتبرعين والمهتمين بدعم الباحثين، لإنتاج منتج طبي مناسب للشعب السعودي، ومطالبة المؤسسات الحكومية بالتوجه إلى المتبرعين، لدعم الجمعية.
تطور ملحوظمن جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لتجمع الشرقية الصحي د. عبدالعزيز الغامدي، أن القطاع الصحي شهد منذ انطلاق رؤية المملكة 2030 تطورًا ملحوظًا في مختلف الخدمات.
مقومات التطويروأكد أن دعم البحوث العلمية في المجال الطبي من أهم مقومات تطوير الرعاية الصحية واكتشاف أفضل الممارسات الطبية والعلاجية، التي ستسهم في علاج المرضى والحفاظ على سلامتهم.
دور بارزوقال: إن ما نشهده من دور بارز للجمعيات السعودية من خلال مشاركتهم في مسيرة هذا التحول لهو مصدر فخر واعتزاز، وإنشاء «جمعية داعم لأبحاث الأورام» يجسد أحد الأمثلة الوطنية التي ستسهم في تعزيز التحول الصحي بالمنطقة الشرقية.
بصمة بارزة
واختتم بأن الجمعية سيكون لها بصمة بارزة في دعم البحوث الطبية في أحد أهم المجالات الطبية وهي «الأورام»، والتي ما زالت بحاجة إلى تكثيف الجهود البحثية التي ستعود بالنفع والفائدة على المرضى.