قال الأخصائي النفسي المعالج منصور العسيري، إن التجارب التي تحدث لنا أثناء الطفولة تؤثر بشدة على تصوراتنا عن أنفسنا والآخرين والعالم، كما أنها تشكل معتقداتنا وقيمنا وسلوكياتنا، وأن أحداثا مثل الطلاق والموت والإهمال والعنف المنزلي وغياب الوالدين كلها عوامل تؤثر على نمو الأطفال.
وأوضح أن أول درس نتعلمه عن كيفية تنظيمنا لمشاعرنا يحدث أثناء الطفولة، وأضاف: لا بد أن يتعلم الطفل طرق إدارة عواطفه ومشاعره في مرحلة الطفولة، فعندما يلبي الآباء احتياجات الطفل من تغذية ورعاية ونوم، يتكون عند الطفل إحساس إيجابي نحو العالم والعكس صحيح، كما أن تعرض الأمهات إلى ضغوط شديدة أثناء فترة الحمل يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على الأطفال.
وتابع: يمكن أيضا أن يتعطل نمو جهاز الأطفال العصبي بشدة في حال تعرضت الأمهات أثناء فترة الحمل إلى ضغوط شديدة، مثل التعنيف الجسدي واللفظي، أو في حال تعاطت الأمهات المخدرات، كما أن الصدمات النفسية منتشرة أكثر مما نتصور، وهناك دراسة وجدت أن ما يقارب 60% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية تعرضوا إلى صدمة نفسية أثناء الطفولة.
وأكد أن الصدمات يمكن أن تنتقل عبر الأجيال، وأردف: توجد أبحاث مبدئية تشير إلى أن الصدمات النفسية، مثل العنف المنزلي والاعتداء الجسدي والمجاعة والاستعباد، يمكن أن تنتقل عبر الأجيال وتسبب بعض الاضطرابات النفسية والجسدية للأشخاص، ويؤثر التعرض لصدمات نفسية على الطريقة التي ترتبط بأنفسنا وبالآخرين، كما يتسبب الإهمال والتعنيف في جعل الأطفال يميلون إلى إرضاء الآخرين، أو يقومون بسلوكيات إيذاء الذات.
واختتم حديثه بالقول: يميل الأشخاص الذين تعرضوا إلى صدمات نفسية أثناء مرحلة الطفولة إلى لوم وتأنيب أنفسهم بشدة، وقد يصل بهم ذلك إلى تعذيب أنفسهم، فمثلا تجد الشخص الذي تعرض إلى تعنيف جسدي أو نفسي، يتوقع أنه هو الشخص المتسبب في حدوث ذلك التعنيف وليس الشخص الذي فعل ذلك.
بحث متقدم
